قصة تفاحة صبا
انت في الصفحة 6 من 6 صفحات
الام بلا أسنان فقد قام منصور بعصر التفاحة بكلتا يديه وأراق بضع قطرات من مائها داخل فم والدته..
وما هي سوى لحظات.. حتى غطى النور أم منصور.. ثم تلاشى وقد عادت المرأة الى عمرها الطبيعي..
فهتف منصور فرحا وعانق أمه وهو يشعر بسعادة لا توصف..
فاعتذرت له أمه لأنها شكت به وصدقت زعم طلال.. فقفز طلال على قدمي أمه يقبلهما ويعتذر لها وهو يبكي فقالت له
لكن أخيك منصور أحق مني بأن تطلب صفحه ورضاه لأن خېانتك له أعمق من خېانتك لي..
غير أن الأولى منا معا في طلب المغفرة هي نفسك يا طلال لأنك أجرمت بحقها... فما لم تتصالح مع نفسك فلن تجد الصفاء والطمأنينة في حياتك أبدا..
زاد طلال من نشيجه وبكائه وقد تعلق بقدمي أمه وأخيه يطلب منهما الصفح والسماح..
قد سامحتك يا أخي.. لكن الزمن وحده هو الكفيل بإثبات صدق ندمك..
والزمن أيضا هو الشاهد على توبتك عن أخطائك.. وذلك بعزمك على تغيير واقعك ونفسك نحو الأفضل إن شاء الله..
ثم قام منصور بتقديم فتاة المغزال الى والدته فرحبت بها الأم وعانقتها وهنئتها بالسلامة..
الحمد لله الذي سخرك لنا أيها المهر..
فبفضل سرعتك قطعنا شوطا كبيرا.. فلو وصلنا متأخرين بيوم أو يومين فلربما وجدنا أمي وقد غادرت الحياة.. فالشكر لك..
وبينما كان افراد العائلة مشغولين بتلك الأجواء المؤثرة وإذا بمهران يقتحم المكان وقد
فلقد كان مهران يواصل الحضور يوميا الى دار ام منصور.. ليس لتفقدها والسؤال عنها بل بڠضا وشماټة بها.. فهو كان ينتظر بفارغ الصبر خبر ۏڤاتها كل يوم..
فلما شاهد بعينه عودة ام منصور لحالتها الطبيعة حتى فقد أعصاپه فاقتحم الدار واخټطف التفاحة الاخيرة وهي ملفوفة بالمنديل ثم شرع بالتهامها بشغف فصاحت عليه العرافة
كان مهران يظن أنه سيعود شابا فتيا..
لكن الذي حصل انه عاد طفلا في الثالثة من العمر بسبب تعمده أكل التفاحة كلها..
فلما شاهدته العرافة وهو ينظر ويلتفت بدهشة حتى حملته وقالت
سأقوم بتربيته من جديد على الأخلاق والخصال الحميدة.. وإن شاء الله سيتحول من مهران الجشع الى عضو نافع ومرحب به في قريتنا..
وتغير طلال ليصبح رجلا جديرا بالإعتماد عليه..
أما منصور فقد تزوج بالفتاة التي رزقه الله بها خلال رحلته للبحث عن تفاحة الصبا...
النهاية..