بعد ليلة زواجي
جلستُ لأفكر بعمق وأسأل نفسي: هل هذه هي الحياة التي أصبو إليها؟ هل يجب أن أعيش على الهامش وأقضي ما تبقى من عمري في انتظار دوري؟
ألا يوجد لي دور آخر في هذه الحياة؟ هل أُنشِئَت لأكون مكانًا هادئًا يلجأ إليه زوجي عندما يتعب من ضجيج الأولاد وأمهم؟ هل هذا هو الغرض الذي خلقني الله من أجله؟
كنتُ قد ورثت عن والدتي وجدتي موهبة التطريز الفلاحي، ولم يكن هناك ركن في منزلي لا يحمل بصمة عملي المتقن.
ربما كان الوقت قد حان للبحث عن هدف آخر في الحياة، واستغلال موهبتي وتقديرها لتحقيق ذاتي وإيجاد مكانتي في هذا العالم، بعيدًا عن الحياة المُظلمة والتي أرغب في تغييرها.
أشارت لي جارتي إلى سيدة أعمال معروفة تخطط لإطلاق مشروع يعمل على توظيف ربات البيوت في مجال التطريز التراثي الشهير في بلدنا. كانت السيدة مغتربة ترغب في بدء مشروع ربحي جديد يساعد الأسر المتعففة على الإنتاج والعمل، وتتولى هي تسويق المنتجات في بلد إقامتها.
كانت تبحث عن شخص يتولى الإشراف على العمل والتطريز وشراء المواد الخام والتفصيل. وهذا بالضبط ما كنت أتقنه وأبدع فيه. عملت بجد واجتهاد، حيث كنت أقوم بالتطريز ليلًا والإشراف على السيدات نهارًا.
أقامت السيدة أول معرض لنا في الخارج ونال إعجاب الحضور. بدأت أربح ما يكفيني ويزيد، وبعد مرور ثلاث سنوات على بدء المشروع، أصبحت شريكة فيه بنسبة 40%.