أنا شابا لا امتلك المال
انت في الصفحة 2 من صفحتين
نحن نتفهم –أيُّها الولد الحبيب– الظروف التي تعانيها والهموم التي تقاسيها، ونحن ننصحك نصيحة من يُحب لك الخير ويتمنى لك السعادة في دنياك وفي آخرتك، ننصحك: بأن تسلك الطريق الصحيح للوصول إلى هذه الحاجات على الوجه الذي تأمن معه سوء النهاية والعاقبة، والله سبحانه وتعالى في كتابه الكريم الذي أنزله نورًا وهدىً للناس، علمنا سبحانه وتعالى فيه ماذا نفعل في هذا الجانب، فأمر الأولياء بالتيسير والتزويج، فقال سبحانه: {وأنكحوا الأيامى منكم والصالحين من عبادكم وإمائكم إن يكونوا فقراء يُغنهم الله من فضله} ثم ثنَّى سبحانه وتعالى بخطاب من تعسّر عليه الزواج ولم يقدر عليه، فقال سبحانه: {وليستعفف الذين لا يجدون نكاحًا حتى يُغنيهم الله من فضله}.
فهذه الآية تع –أيُّها الحبيب– وأمثالك من شباب المسلمين الذين لا يقدرون على النكاح، فإن الله تعالى أمرهم ووعدهم، أمرهم بالاستعفاف –أي بطلب العفة– والأخذ بأسبابها، ووعدهم بأن يُغنيهم من فضله.
ونحن على ثقة تامة –أيُّها الحبيب– من أنك إذا سلكت السبل الصحيحة لطلب العفة فإن الله عز وجل سيتولى عونك، ولن يخذلك.
لن تسلك هذا السبيل وتصبر عليه –أيُّها الحبيب– إلا إذا أيقنت يقينًا جازمًا أن ما عداه إنما هو الار والهلاك في الدنيا والآخرة، وأن قضاء ال فيما حرم الله سبحانه وتعالى ليست إلا بابًا من أبواب جهنم، وليست سببًا من أسباب الشقاء والتعاسة والحرمان في الحياة الدنيا فقط.
الزنى هو أسوأ سبيل، أسوأ طريق يمكن أن يسلكه الإنسان، ولهذا حذرنا الله تعالى بقوله: {ولا تقربوا الزنى إنه كان فاحشة وساء سبيلًا} فهو فاحشة –يعني بالغ مبلغًا عظيمًا في الفُحش والقبح– وهو كذلك ساء سبيلًا: يعني أسوأ سبيل وأسوأ طريق يسلكه الإنسان.
وما رتبه الله عز وجل على هذا ال من العقوبات لو تخيلته وتصورته فإنك ستجد من نفسك الالتفاف عنه، فإن الله عز وجل وعد أصحابه بوعيد شديد، فقال سبحانه وتعالى في وصف عباد الرحمن: {ولا يزنون ومن يفعل ذلك يلقى آثامًا * يُضاعف له العذاب يوم القيامة ويخلد فيه مُهانًا * إلا من تاب}.
وأخبرنا -عليه الصلاة والسلام– بأحوال الزناة والزواني في حياتهم البرزخية، فأخبرنا بأنهم في تنّور توقد هم ال وهم عراة فترتفع بهم ال، ثم يهبطون، ثم ترتفع بهم ال ثانية، وهكذا، فهم يتألمون بعقاب من اللذة التي كانوا يقضونها في ال في الدنيا، وأي خير في لذة لحظة يعقبها كل هذا، وكل هذا العناء والشقاء والتعاسة، لا شك أن العقل يردع صاحبه عن ذلك.
لذلك نصيحتنا لك –أيُّها الحبيب–: أن تتذكر الوقوف بين يدي الله، وأن تتذكر ما أعده الله تعالى من عقوبات على هذا ال، وتتذكر ما سيلقاه الإنسان بعد ه، فإن هذا سيغرس في نفسك الخوف من الله تعالى، ومجانبة هذا ال.
أما سبل الاستعفاف فكثيرة، أولها: أن تبحث عن زوجة في غير مجتمعك الذي أنت فيه، فإنك ستجد من فتيات المسلمين وبنات المسلمين من ترغب في الزواج وتيسّر المهر، ويرضى أهلها بذلك، ولا يُشترط أن تتزوج من أسرتك أو من قبيلتك، ما ت تتمكن من الزواج من غيرهنَّ، والمسل الجُدد لا سيما في البلد الذي أنت فيه كثيرات، إذن هناك وسائل عديدة للوصول إلى الحلال.
وعلى فرض أنك لم تقدر على ذلك فإن عليك أن تستعين بالله سبحانه وتعالى وتطلب العفة بأسبابها، ومن ذلك: اجتناب الأشياء ال، وإان الصيام والإكثار منه، وشغل نفسك ببرامج نافعة، فإن مَن لم يشغل نفسه بالحق شغلته نفسه بالباطل، والاستعانة بالأصحاب الصالحين والإكثار من مجالستهم وقضاء الأوقات معهم، فإن ذلك يُلهيك عن التفكير والتفكر في ال، وأعظم ما نوصيك به: اللجوء إلى الله تعالى بصدق واضطرار، والإكثار من سؤاله ودعائه أن ييسر لك ويرزقك، وأن تأخذ بأسباب الرزق، ولن تع من الله سبحانه وتعالى خيرًا.
نسأل الله بأسمائه وصفاته أن يقضي حاجتك وييسر أمورك.