رواية عشتار وجلجامش
انت في الصفحة 20 من 20 صفحات
رفس جلجامش جسد عيقم واسقطه من فوق الجبل أيضًا
كان القوم لايعلمون مايجري فوق الجبل فقط يسمعون صوت مقارعة السيوف وصوت الرعد لكن حين سقط رأس عيقم وجسده وراءه
انتفض القوم جميعهم قوم عيقم وجلجامش
تقدم جلجامش من سفح الجبل ينظر لقومه بزهوة نصر
أخيرًا انتهى كل شيء
تعالت صرخات قومه فرحةً بالنصر
حمل جلجامش عشتار ونارين ونزل بهم من سفح الجبل بعد أن خلعت فرو الذئب وغرز جلجامش سيفه عين الذئب في سفح الجبل معلقًا عليه الفرو كنصب تذكاري
نزل جلجامش على الأرض واتجه بهيبة للمنصة بجانبه عشتار تحمل نارين وهي تنظر للجن وهي متوجسة قليلًا لكن بدا أنها تعودت قليلًا على النظر للجن بعد كل الأهوال التي مرت بها
صعد جلجامش على المنصة ونظر للقوم قائلا: ياقوم انتهت الحرب وانتصرنا على الطغاة من اليوم بدأ عهد السلام
تعالت أصوات القوم بالتهليل والهتاف ” يحيا الأمير.. يحيا الأمير”
جلجامش: إن هذا ليس عيقم ملككم أنه ساحر إنسي قتل عيقم منذ زمن بعيد وانتحل شخصيته وكان يريد القضاء على جميع أشراف الجن ليحكم الجن ويحكم العالم بالشرور والسحر لأغراضه الشخصية
تعالت صرخات من جند عيقم فهرع سامد بسرعة لججث0ة عيقم يتفحصه ثم نهض والوجوم والغضب باديًا على وجهه والدموع تملأ عينيه
سامد: ياله من حقير كم تمنيت لو قتلته بيدي وهل أكد لك أنه قتل عيقم
جلجامش: هذا ماقاله
سامد: إذًا فأتفاقكم فقد شرعيته إذ أنه ليس بعيقم الحقيقي ولا يحق لك حكم شعبنا بمجرد التغلب على ملك مزيف إنسي فمازال القعقاع على قيد الحياة
جلجامش: لا تقلق ياسامد لا أريد حكم شعبكم فقط دعونا نعيش بسلام ألاتعتدوا علينا ولانعتدي عليكم إما أن توافق على هذا أو نحسم الأمر الآن
نظر سامد لجلجامش ثم قال: كما قلت لقد م١ت الطاغية الذي كان يدعو للحرب ولاطاقة للقبيلتين في مزيد من القتال الأفضل لنا أن نتعايش بسلام
وتعالت الهتافات من الجميع هذه المرة
خرج سامد بالجنود من القلعة وهم في حالة صد@مة وكأنهم لايعلمون أين سيذهبون وماذا سيقولون لقومهم
بعد أن خرج الجنود جميعهم وأغلقت أبواب القلعة والقوم مازالوا ينظرون لعشتار وجلجامش وكأنهم يريدون تفسيرًا لوجود إنسية بينهم
جلجامش: ياقوم إن هذه الإنسية زوجتي عشتار وأم ابنتاي وقد أنقذت حياتي أكثر من مرة لولاها لقتلني عيقم وصار ملكًا عليكم إنها أميرتكم
عم صمت في جميع أرجاء القلعه
تقدم جني عجوز جدًا كان المستشار الخاص لأب جلجامش وبالكاد كان يمشي
صعد على المنصة ونظر لعشتار فأنزلت رأسها للأسفل كي لاتلتقي أعينهما ثم نظر لجلجامش وقال: لطالما رفض أبوك فكرة زواجك من هذه الإنسية وكان يتألم كثيرًا لنفيك من أرض الجن
أحس جلجامش بحزن كبير لكن الجني العجوز بادره قائلا: حين بات أبوك على فراش المoت اجتمع بوزراءه ومستشاريه وأمرهم أن يجلبوك حين يتطلب الأمر ذلك وإلا لما طلبناك من أرض الإنس لأنك منفي أصلًا لكن كانت هذه هي وصية أبيك الأخيرة
قال أنك الوحيد من أولاده من له القدرة والقوة على الحكم والتغلب على الظلم
قال إنك أعظم إنجازاته
وماحدث في الأيام الماضية أثبت صحة كلام أبيك وأنك كفؤ بأن تحكمنا أنت وزوجتك سواءً كانت جنيةً أم إنسية لايهم مادام هدفها حماية الملك ومملكته
تعالت هتافات القوم بالفرح والتهليل والهتاف باسم جلجامش وعشتار
قبض جلجامش على عشتار وطار بها عاليًا في السماء بسرعة ونارين خلفهما
عشتار: إلى أين؟؟
جلجامش: أحقًا لاتعرفين؟
عشتار: أهم مكان يفترض بنا الذهاب إليه الآن هو قلعة الجنيات السبع لاسترد بناتي
وصل جلجامش لقلعة الجنيات السبع
كانت مليئة بالأشجار والأزهار والأنهار مخضرة كل شيء فيها جميل
وصاح بوقٌ جميل منذرًا بقدوم جلجامش
نزل جلجامش في بحيرة تحيط بها أزهار الياسمين من كل جانب وفراشات تملأ المكان كله
عشتار: لقد رأيت هذا المكان من قبل
جلجامش: لاشك في ذلك
عشتار: لكن كيف وأنا لم آتي هنا من قبل
جلجامش: الجنيات هن أحلام أمهن
و
نزل جلجامش على صخرة في منتصف البحيرة أما نارين فانهمكت بجمع زهور الياسمين
عشتار بلهفة: أين بناتي؟؟
جلجامش: إنهم قادمون علينا أن ننتظرهم هنا
أسندت عشتار ظهرها بصدر جلجامش وهي سرحة في البحيرة وكأن بالها مشغول بشيء ما
جاء النداء من بعيد: ماما.. ماما
رف قلب عشتار حتى كاد يطير من مكانه إنه لقب لكم اشتاقت لسماعه التفتت واذا بابنتاها تطيران بسرعه تجاهها
احتضنت عشتار ابنتاها وساد البكاء على فرحة اللحظة بسكون
اقتربت نارين تنظر بصمت
فبادرتها عشتار: نارين تعالي ياحبيبتي إنهما أختاك ران ونالا
ونظرت لابنتاها قائلة: إنها أختكم الكبرى
نظرت ابنة عشتار ران لنارين وقالت: شعرك جميل جدًا
ابتسمت نارين وردت: لأنني ازينه بزهور الياسمين دائمًا، هل تريدين أن أصنع لك طوق زهور وأزين شعرك به
ران وهي تقفز فرحًا: نعم نعم
أمسكت نارين بيد ران ونالا وأخذوا يحلقون حول البحيرة وضحكاتهم تملأ المكان
كانت عشتار تنظر لبناتها بفرحةٍ كبيرة
وهن منشغلات في زهور الياسمين
ثم نظرت لجلجامش الذي كان مسمرًا عيناها ينظر وجهها الجميل فانزلت رأسها بابتسامةٍ خجلة
فجأة سقط على شعرها الأسود الطويل طوق ياسمين جميل جلبه بناتها ثم عادوا يدورون حول البحيرة وهن يلعبن ويتضاحكن
جلجامش: ما أحلا تاجك.. يا أميرة الجن
ضحكت عشتار
جلجامش: مايضحكك
عشتار: أضحك على حالي أميرة معصوبة العينين في عالم الجن ومشعوذةٌ مجنونة في عالم الإنس بت لا أدري من أنا وكيف سأكون وأين سأعيش
احتضن جلجامش عشتار ورفع ذقنها لتلتقي عيناهما وقال:
لاتقلقي ياحبيبتي ألتم شمل عائلتنا أخيرًا
آه كم اشتقت لعينيك يا الله ما أحلاك
ذري الدنيا ومافيها
وتعالي نخليها فيمن يخليها
لاجنها نرى..ولانسمع بإنسيها
وارمي جراحك على صدري وإنسيها
اغمضي عيناك وأّرقِصِي فاك
واجمعي يدانا ودعينا
نرقص على نهر فرات
في ليلة دافئةٍ بلحن غناك
بادليني الرقص بالحب
ودعينا نصعد في سماء سراب
نتعانق ونطير
ولا يغطينا اي جلباب
دفئيني.. ودفئي السحاب
حتى تدمع عيناه ويقول.. الله ما أحلاك
وننزل في مطر رذاذٍ كعفص سواك
نمتزج معه ونذوب
وتسيرنا الرياح في أي هبوب
حتى ننزل في شلال ماء هلاكي
لاتتركيني..
ضلي ممسكةً بيميني..
لست مغرقك ولا ضير بأن تغرقيني
إن كان عشقك عكس التيار
فأرجو أن تسحبيني
كجنية نهرٍ أردت بكل من مد يده لها
راودته عن نفسه ونفسه هامت بها
حتى انغمر فاهُ بماها
وغاب هواهُ.. في هواها
ماحاجتي لتنفس هواءٍ وقد غرقت في هواك
الله ما أحلاك.. الله ما أحلاك
نزلت دمعةٌ من عين عشتار فمسحتها وابتسمت قائلة: لاحرب بعد اليوم أتعدني بذلك
جلجامش وهو يضحك: ما أنت
نظرت له عشتار بثقة مبتسمة:
أنا الإنسية التي تزوجت جني…
تمت…