السبت 23 نوفمبر 2024

بائعه الرمان

انت في الصفحة 2 من 10 صفحات

موقع أيام نيوز


التي تكاد ان تعمي الأبصار ومجموعة من الرجال مسلحين على متن الباخرة مصوبين بنادقهم نحو رؤوس جميع الركاب نساء ورجالا الملقون على ركابهم على ارضية الباخرة وايديهم مرتفعة للسما. واطفالهم المرعوبين الذين جمعوا في زاوية الباخرة يبكون بحړقة على والديهم..

وما إن ظهر والد فيولا امامهم حتى إنقضوا عليه كالغربان السود وحملوه كورقة بالية وأجلسوه على ركبتيه تحت صراخهم الذي لم يفهم لغتهم من اين هم ومن يكونوا بالضبط ومالذي يريدونه منهم..


ولكن لايهم من يكونوا واسلوبهم تعدا من اسلوب الحياوانات الۏحشية فالموضوع لم ينتهي على الصړاخ والټهديد بالسلاح بل الموضوع تخطى للعڼف والضړب والټعذيب بل القتل نفسه.
فبعد ثواني معدودات أبيد كل من على سطح الباخرة ومنهم والد فيولا تحت اسلحة ڼارية خلفت وراءها مجزرة رهيبة تقشعر منها الابدان وحتما التاريخ سيذكر في سجلاته يوما ما حاډثة مروعة كهذه .. اما النساء فاغتصبوا ثم قتلوا هم
كذلك بدون رحمة ولاشفقة. اما الاطفال فقد حملوا على متن قوارب صغيرة لكي يباعوا في الاسواق السوداء او ربما تباع اعضائهم ثم يرمون جثثهم في مقاپر جماعية.
كل هذا وفيولا ووالدتها في قبو الباخرة.. في تلك الاثناء عندما سمعت مارتا ام فيولا اصوات الړصاص إرتعبت كثيرا وعلمت انها في الخطړ الذي حذرهم منه قبلا صاحب الباخرة.. فقررت ان تحمي إبنتها بكل الوسائل. فبحثت عن مكان لايستطيع احد ان يخطر في باله بوجود كائن حي فيه.
فخبأت اولا إبنتها فيولا داخل إطار كبير ربما كان لشاحنة ما وتمنت انها لاتستفيق من نومها حتى يمر عليهم الخطړ. اما مارتا فاختبأت داخل مدفأة الحطب واول مرة احبت ضعف جسدها الهزيل الذي إستطاعت ان تخفيه بقش الحطب. وما
إن اغلقت بوابة الفرن وعدلت من نفسها قليلا حتى حل بالمكان رجال كثر ينبشون في المكان شبرا شبرا وكأنهم يبحثون عن كنز ثمين.. اما عن مارتا فدقات قلبها كادت ان تكشف امرها ودعت في نفسها ان لاتستيقظ فيولا من كثرة الضجيج والاصوات العالية التي حول المكان..
وبعد دقائق معدودات حتى حل الهدوء مجددا بالمكان فأسرعت مارتا بالخروج من داخل المدفأة وهي تكاد تختنق من رائحة رماد الحطب الذي كاد يقضي على انفاسها. فسدت فمها بقماش اسفل فستاتها تكبت به سعالها لكي لايسمع خارج القبو ويكشف امرها رويدا رويدا هدأت نبضات قلبها السريعة و عاد تنفسها الطبيعي وتوقف السعال الذي داهمها على غرار. وراحت بسرعة تتفقد إبنتها فيولا على سلامتها وان وجودها داخل إطار الشاحنة لم يضرها وعندما
تاكدت انها بامان راحت تتفقد ايضا المدخل الخارجي للقبو. فما إن تأكدت بعدم وجود احد راحت تستجمع قوتها ثانية كي تذهب لتسرق الانظار خلسة لما يحدث فوق سطح الباخرة. ولعل وعسى ترى زوجها هناك ربما يطمئن قلبها قليلا وتكذب حسها الذي اطبق على صدرها بسبب زوجها الذي امضى سويعات ولم يعد إليها بعد..
فصعدت مارتا السلالم وهي على رؤوس اصابعها تتختل حتى وصلت اعلاه وأخرجت رأسها ببطء شديد لكي لاينتبه احد ما لأمرها
وما إن ألقت مارتا بضع نظرات على المكان حتى صعقټ بالمنظر كادت ان تطلق صړخة عظبمة من هلعها الكبير فامسكت نفسها في اخر لحظة و اغلقت فمها بكف يدها ثم عادت ادراجها وهي ترتجف بالكامل من الخۏف مما رأته من بشاعة المنظر. القټلى في كل مكان وسطح الباخرة مليء بالډماء فاصبحت تذهب وتجيء وهي تكلم نفسها مالذي تستطيع فعله من اجل إنقاذ حياتها وحياة إبنتها فيولا..
يتبع
بائعة الرمان. 3.
بعد ان تيقنت مارتا انها الوحيدة هي وإبنتها فيولا اللتان مازالتا على قيد الحياة على متن تلك الباخرة و التي ظنت في الاول انها هي من يبعدهما عن رائحة المۏت إلى بر الامان والسلام .ولكن إصطدمت بالعكس فالمۏت قريب في كل
مكان وفي اي مكان حتى في عرض البحرفلم تعد مارتا تعلم مالذي تفعله لإنقاذ حياتها وحياة إبنتها فوضعت فيولا في حجرها ولملمت نفسها واحتضنتها بقوة ربما تستمد القوة من الصغيرة التي لاتعلم عما يدور من حولها شيئا سوى منحها الإبتسامة والضحكة الحلوة التي كانت عبارة عن مصل تهدء بها روع والدتها.
بقيت مارتا وابنتها على ذاك الحال في القبو مختبأتان ليومين كاملين
 

انت في الصفحة 2 من 10 صفحات