الأحد 24 نوفمبر 2024

رواية اليتيمة كاملة جميع الفصول

موقع أيام نيوز

بصوت عالي تقول الام: انت عارف كويس اوي أن البنت دي مش بنتنا وأن احنا جايبنها من الملجئ علشان نربيها قبل ما نجيب ابننا ربنا يخليه.

لتدخل سلمي في ذلك الوقت: ماما انتي بتقولي ايه ؟

الام: بقولك اطلعي برا خلاص، انتي ولا بنتي ولا اعرفك وكمان ابني خلاص معايا انتي اطلعي برا

سلمي: ماما ارجوكي لا يا ماما انتي عارفه اني معرفش حد غيرك

ماما: خلاص مش هينفع تفضلي عايشه معايا هنا اكتر من كده خلاص يلا اطلعي برا

سلمي ببكاء وهى تقرب عليها لجعلها تلتفت لها: ماما ارجوكي، ارجوكي يا ماما انا بنتك سلمي بصيلي يا ماما، انا بنتك اللي اخدتيها من الملجئ زمان اه، بس ربتيني علي اني بنتك يا ماما

الام: ايوة فعلا ده حصل بس خلاص وقتك خلاص هنا وابني كمان مش هينفع يتربي معاكى كده، هو شاب والمفروض أنه مينفعش أنه يكون في بنت غريبه معانا في البيت كبيرة

ركعت سلمي تقبل قدمها: ابوس رجليكي خليني عايشه معاكي هنا بس وانا وانا هعيش خدامه تحت رجليكي يا ماما ارجوكي، ارجوكي يا ماما

الام وهي تركلها بقدمها: متقوليش كلمه يا ماما دي تاني ويلا بقا اطلعي برا ومش عايزة اشوف وشك هنا تاني والا هجيب الأمن يطلعك من هنا، انتي فاهمه، يلااااا اطلعي براااااااااا

خرجتني من البيت وانا مكسورة قلب، مكسورة خاطر تايهه مش عارفه هعمل ايه ولا هروح فين، هي صحيح مش امي وعمرها ما عاملتني زى الأمهات ولا اي حاجه لكن كنت بحبها كأنها امي علي الأقل رحمتني من بهدله الملاجئ اللي اهلي حطوني فيه ومشيوا وسابوني، انا حبيتها بس هي دائما كانت بعداني عنها بس انا مكنتش ممانعه، انا بس كنت عايزة اعيش معاها وبس في بيت يحميني ويحافظ عليا من ضلمة وكلاب الشوارع، خلفت ابنها واعتبرته زى اخويا واكتر من كده لكن هي معاملتها معايا بدأت تسوء اكتر واكتر الوحيد اللي كان بيحنن عليا هو اسلام اخويا أو ابنها، لانه حبني وكان عايز يتجوزني لكن هي بدأت تلاحظ ده وطردني برا من العيشه معاه اصلا، وانا دلوقتي مش عارفه اعمل ايه ولا اروح فين، مفيش حل غير اسلام انا هروحله

ركبت سلمي العربيه وراحت علي مكتب اسلام

سلمي: لو سمحت انا عايزة ادخل لاسلام بسرعه

السكرتيرة: طب لحظه واحده يا فندم هبلغه

سلمي وهي تأخذ نفسها: ماشي.. ماشي

السكرتيرة دخلت الي مكتب اسلام وبالداخل

اسلام بصوت عالي: روحي قوليلها تمشي من هنا ومشوفش وشها هنا تاني بنت الملاجئ دي ويلااا خليها تطلع براااا

كانت سلمي تسمع كل ذلك في الخارج وكادت أن تنهار من الصاعقه التي قد نزلت عليها فأخر أملها لها قد ذهب

اقتحمت سلمي المكتب ودخلت بدموع علي عينيها: يعني ايه مش عايز تشوفني تاني يا اسلام، يعني ايه انت مش كنت... مش كنت بتقول انك بتحبني، وبضحكه أسى من وسط دموعها: مش كنت بتقول انك بتحبني وهتتجوزني، يعني ايه، يعني عايزني امشي

نهض اسلام من كرسيه رازعًا علي مكتبه بعنف بصوت عالي: انا مش قولت اطلعي برا مكتبي يا زباله ومشوفش وشك هنا تاني، برااااا

انتفضت سلمي من وقع كلماته عليها، حتي أنها ظنت أنها قد وقعت مغشيه عليها من هول ما هي فيه الآن

ذهبت سلمي من أمامه، ليضحك اسلام من خلفها، وسلمي علي الجانب الآخر غير مستوعبه لكل ما يحدث لها، اين ستذهب الان لا تعلم، هل يوجد مكان لها يمكنها أن تنام فيه حتي، لا....

حتي أنها لا تعمل ولا تملك من الشهادات ما يجعلها تعمل، فوالدتها منعتها عن التعليم، ضحت سلمي بأسي علي كلمه والدتها، وهل هناك والده تفعل بها ذلك ؟

تركتها في وسط الشارع بملابس منزلية يتعجب الجميع من شكلها

خرجت سلمي من المكتب وهي متعجبة من القدرة الهائلة التي تملكها للسير علي قدميها، وللحظه شعرت بدوار يعصف برأسها، ورأسها تدور وتدور وتدور واذا بها فجأة تسقط ولكن في سقوطها كانت هناك عربه قادمة في الناحيه التالية

لتنحرف عن مسارها فجأة واذا بها فجأة تنقلب وسلمي في منتصف الطريق فاقدة للوعي

وصلت الاثنان الي المشفي ودخل الشاب سائق السيارة الي العمليات بينما سلمي فقدانها لوعيها في غرفه أخرى..

بدأت سلمي في استعادة وعيها محاولة فتح عينيها ولكن شعرت فجأة ألم في عيناها من النور الذى يغمر الغرفه، فأغلقتها مرة أخرى مسرعة، ثم حاولت مرة أخرى فتحها حتي اعتادت علي النور

الممرضه: الحمد لله علي السلامه يا مدام

سلمي: الله يسلمك، هو ايه اللي حصل ؟

الممرضه: انتي اغمي عليكي في الشارع بسبب الهبوط اللي جالك من الحمل المفروض تأخدي بالك بعد كدا وتأكلي كويس

سلمي بصدم#مه: ايه حمل !!!

الممرضه: ايوة يا مدام انتي حامل في الشهر التاني....!!

كانت سلمي تنظر لها بصدم#مه غير مستوعبه: يعني ايه حامل، طب ازاى انا كنت عامله حسابي كويس اوي.

الممرضه: هو انتي مش متجوزة يا مدام

سلمي: هاااا، اه، اه بس اصلي كنت عامله حسابي اني مخلفش الفترة دي يعني وكده

الممرضه: يا مدام دي الارزاق بتاعت ربنا، امال هو فين ؟

سلمي: هو مين ؟

الممرضه: جوزك يا مدام مجاش ليه يشوفك

سلمى: سافر.... سافر امبارح شغل بقا وكده

الممرضه: ربنا معاه، طيب انتي دلوقتي تقدرى تمشي وتروحي تدفعي المصاريف عند الاستقبال تحت

سلمي بخضه: مصاريف ايه ؟

الممرضه: مصاريف علاجك يا مدام انتي قضيتي هنا تقريبا تسع ساعات بعد ما جيتي انتي والاستاذ اللي عمل حادثه

سلمي: حادثة، حادثه ايه ؟!

الممرضه: الحادثه اللي حصلت امبارح لما عربيه اتقلبت علشان يتفاداكي بعد ما وقعتي اغمي عليك في الشارع في طريق العربيات

سلمي بخضه: ايه يتفاداني وانا وقعت في الشارع، هو الاستاذ اللي عمل حادثه ده كان بسببي انا، بسبب اني وقعت في الشارع في الطريق

الممرضه: ايوة يا مدام هو تفاداكي وبعد عن مسارك وراحت العربيه بتاعته اتقلبت في الطريق وهو ياعيني دلوقتي في العنايه المركزه ادعيله يقوم بالسلامة

سلمي: طب هو مفيش اي حد جاء إليه أو حتي ليا

الممرضه: ولا انتي ولا هو، كأن محدش ليكم يسأل عليكم

سلمي بحزن: عندك حق هو فعلا محدش ليا يسأل عليا، طب انا عايزة اشوفه ممكن ؟

الممرضه: تشوفيه ازاى يا مدام بقولك في العناية المركزة دلوقتى

سلمي: طب يعني هو هيكون كويس ولا ايه اللي هيحصله

الممرضه: الله اعلم، ان شاء الله يقوم بخير أن شاء الله

خرجت الممرضه من غرفه سلمي، فأستغلت سلمي فرصه ذهابها وخلعت جميع الأجهزة الطبيه المتصلة بها والمحاليل حتي أن يديها قد تأذت من بعد أن خلعت حقنه المحلول من يديها، ذهبت سلمي من الغرفه ببطء حتي لا يلاحظها أحد، وما أن وصلت علي باب الغرفه حتي ركضت مسرعه، سمعت سلمي صوت الممرضه تنادى عليها ولكنها لم تلتفت لها وركضت بسرعه خارج المستشفي.

في احشائها طفل تعلم جيدا من هو ابوه ولكن للاسف تعلم أيضا أن أبوه لن يرضي ابدا أن يعترف به، كانت تفكر في إجهاضه وتنزيله ولكنها فكرت قليلا ثم استعاذت بالله من الشيطان الرجيم كيف لها أن تقتل روح، وتلك الروح هى ابنها، ابنها الذى وعدها ابوها بالزواج منها آلاف المرات في كل مرة يقترب منها، متذكره كلامه ووعوده

اسلام: ما خلاص بقا يا سمسم ما قولتلك هتجوزك

سلمي: ابعد عني يا اسلام انت مش هتقرب مني غير لما نتجوز

اسلام: خلاص بقا يا سمسم، ما قولنا هتجوزك بس بس اقولك خدي اشربي العصير ده يلا.

سلمي: اكيد لا طبعا وهيكون فيه مخدر واكيد مش هشربه

اسلام وهو يبتلع قليل من العصير: اهو يا ستي اديني شربت اهو ومفيش حاجه حصلت

سلمي: بجد يا اسلام

اسلام: بجد جدا يا روح اسلام

سلمي: مش مرتحالك

اسلام: وهو في واحده محترمه تقول لجوزها المستقبلي مش مرتحالك

سلمي: اه طبعا لما يكون قليل الادب

كانت سلمي تشرب في العصير لتثبت لاسلام أنها تثق فيه وبالفعل كان في العصير مخدر جعلها شبه واعية، وكان اسلام في كل مرة يتبع معها تلك الطريقه حتي يقترب منها، كانت سلمى تتذكر كل ذلك وهى تذرف من الدمع ما قد ظنت أن عيونها قد فاضت وماءها قد جف

توجهت سلمي الي مكتب اسلام لتخبره بتلك المصيبه التي حلت عليها، فبالرغم من ذلك هو ابوه وعليه أن يجد لها حل مع ذلك الطفل

سلمي: انا عايزة ادخل لاسلام

السكرتيرة وهى تتذكر شكلها بنفس ملابسها البيتية كما رأتها صباحًا: مش هينفع يا فندم، مستر اسلام مش فاضي.

تركتها سلمى واقتحمت مكتب اسلام وكانت السكرتيرة تحاول إيقافها ولكنها لم تستطع

سلمي بوجه جامد: محتاجه اتكلم معاك في موضوع ضرورى.

نظر اسلام لها شزرا وقام بأخراج كل من معه في الغرفه، اسلام: انا مش قولتلك متجيش هنا تاني يا بنت الك**

سلمي بنفس الوجه الجامد: انا حامل.

صمت اسلام مرة واحده ناظرا لها بصدم#مه

اسلام: أيه طب ازاى

سلمي: هو ايه ده اللي ازاى انت نسيت أنت كنت بتعمل فيا ايه ؟

اسلام: لا منستش بس انا كنت بحطلك حبوب منع الحمل مع العصير

سلمي: واهو منفعش

اسلام: الطفل ده لازم ينزل

سلمي بصراخ: اكيد لأ، ده ابني يعني مش هقتله

اسلام: يبقي هتأخديه لوحدك يا سلمى وربى في لوحدك في الشوارع

سلمي بحقد: انت ايه يا اخي، انت مش بني ادم يعني ابنك ومش عايز حتي تعترف بيه ولا انت خايف من ماما، يا حبيب ماما

نهض اسلام بغضب ضاربًا إياها كفًا علي وجهها: اخرسي

سلمي وهي تضع يدها علي وجهها ودموع تلمع في عينيها: شوفلي حل تاني يا اسلام انا مش هينفع انزل واموت ابني، يا اخى خليك بني ادم ولو لمرة واحده

اسلام بتفكر: موافق

سلمي بفرحه: موافق بجد هتتجوزني

اسلام برد قاطع: لأ

سلمي: ارجوك يا اسلام وانا مستعده اعيش خدامه تحت رجلك انت وامك وابننا أن شاء الله

ضحك اسلام بخبث: مفيش جواز بس هجيبلك بيت تعيشي فيه انتي وابني، انا بردو ماقدرش ارمي ابني في الشارع

سلمي: لا بني ادم اوى انت، طب وانا هعيش فين ؟

اسلام: هلاقيلك بيت كده تعيشي فيه لحد ما اشوف هعمل ايه معاكى

سلمى: ايوة اللي هو هتعمل ايه ؟

اسلام بصوت عالي جعل سلمي تنتفض مكانها: خلاص يا سلمي هلاقيلك شقه تقعدي فيها، يلا اقعدي استنيني برا لحد ما اخلص شغل واشوف هتصرفلك في مكان تنامي فيه

سلمي: طب ما تخليني قاعده هنا في المكتب معاك علي جنب هنا

اسلام: قولت اطلعي برا بقا

سلمي نهضت من مكانها بحزن: حاضر

جلست سلمي خارجًا وانتظرته كثيرا حتي غفت

اسلام: سلمي يلا نمشي

استيقظت سلمي ونهضت معه وركبوا السيارة واصلا بها الي شقه في اخر دور بدون اسانسير

كانت سلمي تتنفس بصعوبه من ذلك السلم الطويل

سلمي وهي تتنفس بصعوبه من السلم: اي...يه ده يا اس...لام ايه ده كله

اسلام: يلا خلاص قربنا

دخلوا الي الشقه لترتمي سلمي علي اول كرسي وجدته أمامها، نظر لها اسلام بشهوة

اسلام: منورة يا ام ابني.

سلمي وقد فهمت نظراته لم تجد أمامها سوى أن ابتعدت عنه لتجد بجانبها غرفه دخلتها وأغلقت الباب خلفها.

اسلام: هتروحي مني فين يا سلمي مسيرك تشربي عصيرى تاني

خرج اسلام من المنزل وسلمي في الغرفه بدأت تبكي تذرف دمعا علي نفسها وما وصلت إليه، طفل قادم لحياتها وهي لا تعرف ما الذى ستفعله مع والده، قررت سلمي أن تفكر في أن تحنن قلب اسلام عليها، يُمكن أن يقع في حبها كما يحدث في الروايات

خرجت سلمي من الغرفه وبدأت في تأمل هذا المنزل الذى ستجلس فيه بعد أن كانت تجلس في فيلا وتحت امرها سائق وخدم وحياة لم تحلم يومًا أن ينتهي كل هذا فى مجرد يوم، بكت سلمى وذرفت من الدمع ما غسلها وغسل روحها، ذهبت إلى ربها، لجئت له فهو خير وكيل، اشتكته ظلم حياتها وظلم ما تمر به، اشتكته ضعفها، بكت ضعفها، بكت انكسارها

نامت سلمى في ذلك اليوم من دون أن تأكل اى شىء، لتستيقظ شاعرة بجوع يقرص معدتها، ذهبت لتبحث عن الطعام في ثلاجتها فلم تجد اي شىء لتأكله

بعد نصف ساعه وجدت سلمي أحد يفتح عليها الباب توجهت سلمي علي الباب لتتفحص اسلام وهو يفتح الباب، لتجده شخص آخر غير اسلام

سلمي: ايه ده انت مين ؟

الشخص: انتي اللي مين وبتعملي ايه في بيتي هنا

سلمي: نعم، بيتك ازاى يعني ده بيت اسلام جوزى

الشخص: جوزك !!

و ماله !

نظرت سلمي له بخضه لتجده يقترب منها، حاولت سلمي ايجاد اي مكان لها لتهرب فيه، لم تجد أمامها سوى الحمام لتختبئ به

الشخص: تعالي يا موزة بس ده انا هشربك عصير حلو اوي.....

 

كانت سلمي ترتجف بداخل الحمام، من هو ذلك الوحش الذى اقتحم منزلها، وكيف له أن يعلم بموضوع العصير، كان الشخص يحاول أن يفتح الباب ولكن سلمي من الداخل كانت تقاوم وتحاول جاهدة الا تجعله يفتحه، لم تجد مفتاحًا اتفاق الباب به، ظل ذلك الشخص في الخارج لمده تقرب الساعه منتظرا أن تخرج سلمي، ولكن سلمي في الداخل ترتجف بكاءًا، لم تكن لتخرج أبدًا، ولكن كيف لاسلام أن يفعل بها ذلك، مرت الساعه والساعه الثانيه حتي ملَّ منها ذلك الشخص وذهب.

الشخص: راجعلك تاني يا قطة.

كانت سلمي بالداخل تبكي، ما الذى فعلته بحياتها حتي تصل بها الي ذلك، ظلت سلمي بالداخل خوفًا من عودته، لم تطمئن سلمي لتخرج حتي سمعت صوت اسلام بالخارج، خرجت سلمي من الحمام لتركض علي اسلام حاضنة إياه خوفًا، لم يكن ذلك الحضن حبًا فيه أو أمانًا له لكنها فقط كانت خائفه وتحتاج لمن يُطمئن قلبها، هدأت سلمي ثم ابتعدت عن اسلام ناظرة له بعتاب وبحزن.

اسلام بخبث: ايه يا موزة عامله ايه ؟

لم يكن رد سلمي سوى أنها ضربته علي وجهه كفًا، تركته سلمي في دهشته ثم دخلت الي غرفتها، وأغلقت الباب خلفها، كان اسلام ينظر لها بصدم#مه من جرائتها

اسلام عند باب الغرفه بصوت عالي: بقا انا يا بنت ال*** تضربيني انا، طب وحيات امك يا سلمي لأخليكي هنا كده زى الكلبه ولا اكل ولا شرب، ووريني بقا هتفضلي عايشه ازاى انتي واللي في بطنك.

خرج اسلام من المنزل رازعًا الباب خلفه ثم اغلقه بالمفتاح، ظلت سلمي في مكانها تبكي متذكره كيف لها أن تتزوج ممن كان اخوها الصغير، عندما وصل اسلام لسن العشرين، كانت حينها سلمي في الاثنان والعشرون.

اسلام بتوتر: سلمي انا عايز اقولك حاجه

سلمي: نعم يا اسلام، عايز حاجه يا حبيبي

اسلام بضحكه: سلمى... انا.... انا بحبك

ضحكت سلمي قائله له: وانا كمان بحبك يا اخويا.

اسلام بتوتر مرة أخرى: لا ما هو انا عايز اتجوزك

نظرت له سلمي بصدم#مه، لم يكن اسلام طفلا صغيرا ليقل كلام كهذا عبثًا وإنما قال ذلك وهو مفكر جيد لذلك الكلام، انقلب وجه سلمي ونظرت له بغضب ثم ضربته علي وجهه كف

سلمي: اخررس، انا اختك يا اسلام انت فاهم يعني ايه انا اختك، انا اه يمكن اكون من الملجأ بس انا هنا معاك اختك يا اسلام، اختك وبس

نظر لها اسلام بغضب علي ذلك الكف، وتركها وخرج من الغرفه.

أعاد اسلام بُوح مشاعره علي سلمي مره اخرى، كانت سلمي في كل مرة تصده وتبعد عنه، فكرت في ذات يوم أن تخبر امها علي ما يقول لها اسلام، ضحكت الام علي تصرفات ابنها الطائشة واسكتتها قائله لها أنه يضحك معها وليس أكثر، كان اسلام كل فترة يعترف سلمي مشاعره في كل مرة يشترى لها وردا وسلمي مع كل مرة تصده، وامها تضحك علي كلامها، حين تضربها امها، يقترب منها اسلام ويحنن عليها، فشعرت حينها أنها ابنته وليست أخته الكبرى، ظل اسلام يقول لها من الكلام المعسول لمده ما يقرب من السنتين حتي بدأ قلب سلمي يرق، ولكنها لم تكن لترد علي اسلام، وتتركه يقول لها ما يقول ويرسل لها من الرسائل، لم تكن سلمى تود أن ترد عليه ولكن قسوة قلب امها عليها ولا يوجد في حياتها اي لحد ولا حتى اصدقاء، فأمها لم ترضى لها أن تكمل تعليمها، وتركتها وحيدة، بغير قصد لها حنت، وأحبت اسلام

كانت سلمي تتذكر كل ذلك وهي تبكي، تركها اسلام هكذا بدون طعام لمدة يومان، كادت سلمي حينها أن تموت جوعًا فيهما

في اليوم التالي فتح اسلام عليها الباب وفي يده اكياس من الطعام، أخذتهم سلمي منه خطفًا وبدأت في تناولهم بشهوة وبجوع

كان اسلام ينظر لها ضاحكًا علي ما وصلت له، فبطنها بدأ يظهر قليلا ولكن جسمها كان نحيف جدا وجهها يفتقر الي اي حيوية، كانت سلمي تأكل بسرعه محاولة سد جوعها الذى دام الي يومين

اسلام وهو يضع يده علي وجهه: علشان تمدي ايدك عليا كويس يا سلمي

نظرت سلمي له بغضب ثم تركت الطعام ونهضت لتقترب منه، نظر لها اسلام بصدم#مه

اسلام: ايه عايزة ايه ؟

سلمي: وحشتني يا اسلام

رفع اسلام حاجبه منها، وبدأ يقترب منها

سلمي: انت رايح فين؟

اسلام: ايه مش وحشتك

سلمي: اه طبعا بس انت عرقان كده وريحتك مش لطيفه

رفع اسلام حاجبه ونظر لها بغضب: لا والله

ضحكت سلمي: اه والله، ادخل خد شاور كده ولا حاجه

اسلام: ماشي.

أكملت سلمي تناول طعامها وتركت اسلام يدخل الي الحمام ليأخذ شاور، سلمي بتفكر، لا يمكنها أن تعيش هنا أكثر من ذلك، كما أنها لا تأمن لاسلام علي ابنها، أصبح الآن لا يهمها أن تعيش في الشارع، فعيشتها في ذلك المنزل بدون طعام وتحت ذل اسلام، دخل اسلام الي الحمام وفتح الماء ليتحمم، تسحبت سلمي من مكانها وذهبت بسرعه لتخرج من المنزل وأغلقت الباب خلفها ببطء

ركضت سلمي علي السلم ونزلت من المنزل خرجت من ظلم اسلام ومن حياة ذلك المتجبر الذى يكسرها كل يوم عن الآخر، ابنها ستتمكن من تربيته بمفردها، ظلت سلمي لتركض، وفي طريقها وهي تركض وجدت بعض الأطفال في الشارع، جلست سلمي بجانبهم، ظلت سلمي بجانبهم تأكل مما يأكلون لمده ٣ شهور، وبطن سلمي بدأت تكبر أكثر وأكثر، بدأ الاولاد بالتعلق بها قليلًا هي وبطنها الكبيرة ينتظرون طفلها الصغير ويجعلونها لا تعمل ويحضرون لها معهم الطعام.

و في يوم كانت سلمي تسير مشتتة الذهن بنفس ملابسها البيتية التي اعتاد الناس أن يروا به معظم اطفال الشوارع

وقف فجأة أمامها سيارة، نزل منها شاب وهو ينظر لها بغضب، ادخلها الرجل السيارة لتنظر بالداخل وجدت رجل آخر

سلمي: ايه ده انت مين وانا بعمل ايه هنا وعايز ايه مني ؟

: يا اهلا بالحلوة اللي كانت السبب في عجزى...

سلمي بصدم#مه واستغراب: عجزك !! عجزك ايه انا مش فاهمه حاجه، انا بعمل ايه هنا، خرجوني من هنا والا هصرخ وهلم عليكم الشارع كله

حاولت سلمي فتح الباب ولكن كان الباب قد أغلق عليها، نظرت سلمي مجددا للذى كان بجانبها وبدأت بالبكاء

سلمي: طب انا عملتلك ايه طيب، والله انا معملتش حاجه طب انت تبع اسلام طيب، والله انا هبعد عنهم وماليش دعوة بيهم اهم حاجه اربي أبني وبس ارجوك ارجوك نزلني وانا مش هكلم اسلام ولا هاجي جنبه تاني.

أسر مسكها من شعرها: اسلام مين ده يا بت اللي بعتني ليكي، واضح انك ليكي اعداء كتير بقا.

سلمي: أعداء ايه يا باشا انا مش فاهمه حاجه، هو فيه ايه ؟ انت مين ؟

أسر وهو ينظر إلي بطنها المنتفخة: هههه انتي لسه مجبتيش الولد ده، ولا صحيح اللي عدي علي اخر مرة شوفتك فيها ست شهور

سلمي وهي تنظر له بخوف واضعه يدها علي بطنها: شوفت مين حضرتك، انا معرفكش اصلا ولا شوفتك قبل كده وبعدين، نزلني بقا يا باشا انا مش حمل بهدلة واللي انت بتدور عليها دي مش انا

أسر: اطلع يا ابني

سلمي: يطلع، يطلع فين يا باشا انا عايزة انزل نزلووووني، نزلووووني

خبطت سلمي علي زجاج السيارة محاولة الصراخ بصوت عالي حتي يلتفت لها أي حد ولكن لا نفس ولا صوت

تجاهلها أسر وظلت السيارة تسير وسلمى بجانبه تصرخ محاولة أن يسمعها اي أحد ولكن هيهات لا احد هنا ليسمعها، ظلت سلمى تصرخ حتى خارت قواها وجلست تبكى بجانبه.

وصل السائق بها وبأسر الي منزل فخم كان يشبه منزلها قبل أن تطرد منه

أسر: انزلي يلا

سلمي: انزل فين يا باشا والنبي سيبني امشي خلاص انا تعبت

أسر بغضب: بقولك انزلي

نزلت سلمي بخوف منه لتجد أحد الخدم يأتي عند بابه ويفتح الباب وفي يده كرسي بعجلات، ليعاونه في النزول من السيارة وبقدميه المشلولتين التي لا يقدر أن يحركهم، كانت سلمي تنظر له باستغراب كيف له أن يكون جبارًا هكذا وهو في نفس الوقت قعيد من ابن جاء بتلك القوة..

رفع أسر صوته: يلا امشي قدامي

سلمي: امشي فين يا باشا، انا هنا جايه اعمل ايه ؟

أسر: انتى جايه هنا علشان تخدمى اللى كنت سبب في عجزه

دخل أسر ورجل آخر أمسك سلمي وبدأ في شدها لداخل المنزل وهي لا تستوعب ما الذى يحدث ومن الذى عجزته وكيف لها أن تخدمه

و من هو اصلا وما الذى تفعله هنا ؟

كانت تلك هي كل الاسئله التي عصفت برأس سلمي ولم تجد لها من الاجابه شيئًا

تقدمها أسر وادخلوه الي المنزل اولا وسلمي خلفه يشدها احد رجال أسر

أسر بصوت عالي وهو ينادي علي أحد الخدم: يا فوزيه، فوووووزيه

فوزيه: ايوة، ايوة حاضر يا باشا حاضر

أسر وهو ينظر بقرف لسلمى: خدي المعفنه خليها عندك في المطبخ وشوفيلها اي حاجه تلبسها بدل القرف اللي بقالها شهرين لابساه

فوزيه: لا مؤاخذة يا باشا هي مين دي ؟

أسر وهو ينظر لسلمي بتشفي: دي الخدامه الجديده.

نظرت له سلمي بصدم#مه: نعم خدامه ايه، انت بتقول ايه انت ؟

انا ولا خدامه ولا نيله، انا عايزة امشي مشونى، سيبوني أخرج من هنا

أسر: علي فين يا حلوة بس وانتي فاكرة أن خروج الحمام زى دخوله ولا ايه ؟!

بكت سلمي ثم نزلت علي الارض بتعب من الحمل: ارجوك يا باشا، ارجوك انا تعبانه وحامل ومش قد حمل البهدلة، ومش قد شغل البيت، انت لو عايزني اوطي علي رجلك ابوسها دلوقتي، بس سيبني امشي من هنا يا باشا وانا اسفه علي اي حاجه ممكن اكون عملتهالك.

ضحك أسر علي سذاجتها: يا مرحب بيكي يا حلوة في مملكتي....

 

نظرت له سلمي بحزن: طب انا عملتلك ايه طيب وليه تعمل فيا كده

التفت أسر عنها ولف وجهه عنها وتحرك بكرسيه

أسر: يلا يا فوزيه خلي الخدامه الجديدة تشوف شغلها

نظرت لها سلمي بحزن واستندت عليها محاولة القيام من علي الأرض ودخلت معها بضعف الي المطبخ، أدخلتها فوزيه الي الحمام لتأخذ حماما وجلبت لها عباية واسعه لتناسب بطنها الكبيرة

فوزيه: نامي انتي دلوقتي يا بنتي والصبح أن شاء الله تشتغلي معايا وهحاول مجهدكيش علشان الحمل اللي في بطنك يا بنتي ربنا يقومك بألف سلامه

سلمي ببكاء: طب يا دادة انا عملت ايه انا مش فاهمه حاجه

فوزيه: والله يا بنتي مانا عارفه هو من ساعه الحادثه اللي عملها وهو حاله انقلب تماما

سلمي بتفكر: حادثه، حادثه ايه يا دادة وايه اللي حصله ؟

فوزيه: العربيه بتاعته اتقلبت يا بنتي، ربنا ما يوريكي، وقعد في المستشفي شهر كامل ومن ساعتها وهو عاجز كده علي الكرسي اللي هو فيه ده، ومن ساعتها وحاله اتبدل وبقي بالمنظر اللي انتي شايفاه ده

سلمي بهمس مع نفسها: معقولة يكون هو نفس اللي عمل حادثه لما انا وقعت في الشارع، لا... لا، أن شاء الله لا مش هو.

نامت سلمي فى ذلك اليوم بتعب مما مرت به في يومها هذا، استيقظت سلمي علي مياة تنزل علي وجهها

سلمي بخضه: ايييييه، اييييه فيه ايه ؟

أسر: قومي يا هانم كل ده نوم، يلا قومي

خرج أسر من المطبخ وسلمي خلفه تنظر له بغلّ

فوزيه: معلش يا بنتي انا قولتله هصحيكي هو أصر أن هو اللي يجي يصحيكي ويعمل فيكي كده معلشي حقك عليا

سلمي: خلاص يا دادة حصل خير، بس معلشي ممكن تجيبي لي عبايه تانيه علشان دي اتغرقت من المياة

فوزيه بتوتر: لا.... ما هو اصل أسر بيه قالي متديهاش عبايه تانيه

سلمي: يعني ايه يا دادة هفضل قاعده كده بهدومي المبلولة طب ازاى يا دادة ؟

فوزيه: سامحيني يا بنتي والله هو اللي أمر بكدة وفي الحاله اللي هو فيها دي لو رفضتله أمر، هيرفدني من هنا، سامحيني

كادت سلمي أن تنزل من عيونها الدموع ولكنها مسحتها سريعًا، فالبكاء لا فائدة منه بعد الان أخذ من وقتها الكثير ويكفي ذلك

دخلت سلمي الحمام وبدأت في عصر ملابسها، علي قدر كبير حتي ظنت أنها جفت بالكامل

خرجت سلمي للدادة فوزيه التي بدأت في اعطاءها مهامها لهذا اليوم من مسح للغرفة هذه وهذه وتنظيف ذلك الصالون من الاتربه

حذرتها فوزيه من دخول المكتب لان أسر لا يحب ابدا ان يحرك أحدا اشيائه، واذا حدث ذلك انقلب المنزل كله غمًا وهمًا من انقلاب وجه أسر

سمعت سلمي كلامها وبدأت في العمل بالفعل وتنظيف هذا وذاك، كان أسر يأمر خدمه بتخريب كل ما تفعله، لجعلها تفعله مرة أخرى

كانت سلمي تحزن في البدايه ولكنها اعتادت، كلما خربوا شيء عدلته مرة أخرى، ظلت سلمي هكذا طوال اليوم انتهت سلمي من شغل هذا اليوم وأسر طوال اليوم في غرفته لا يخرج منها

انهكتها الاعمال المنزليه، تناولت لقيمات بسيطه ليها ثم ذهبت سريعا لتنام من التعب

في صباح اليوم التالي ايقظها أسر بنفس الطريقه وهو ينظر لها بتشفي

نهضت سلمى من مكانها ودخلت الحمام لتفعل بملابسها كما فعلت بالأمس

ذرفت سلمى دمعتين ثم مسحتهما، ذهبت سلمى لتؤدى الأعمال المنزليه المطلوبه منها كالعادة ولكن فى ذلك اليوم طلبها أسر في الغرفه

سلمى: افندم

أسر: انتى اسمك ايه يا بت انتى ؟

سلمى: بت !! سلمى، أسمى سلمى

أسر وهو ينظر لبطنها: الواد اللى في بطنك ده ابن مين يا سلمى

سلمى وهى تضع يدها علي بطنها: ابنى

أسر بضحكه: لا والله !!

انتى هتستعبطى عليا يا بت انتى مين ابو الواد ده

سلمى بخوف منه على طفلها: جوزى.... جوزى الله يرحمه

أسر: هممم، الله يرحمه، امال مين اسلام اللى كنت بتقولى عليه في العربيه ده

سلمى بتوتر: ده... ده أخو جوزى

أسر: جوزك ميت من امتى

سلمى بتوتر اكبر: ميت من شهرين، من شهرين

أسر: ولما انتى جوزك ميت من شهرين ايه اللي مقعدك في الشارع كده

سلمى: ظ..ظروف يا باشا ظروووف

أسر: وايه بقا الظروف اللي تخلي واحده حامل تبيت في الشارع، انتي بتكذبى عليا يا سلمي، انتي عارفه يا سلمي ايه اكتر حاجه بكرهها في حياتي، الكذب ياااا.....

قطع كلام أسر دخول أحد الفتيات الجميلات والتي اعجبت سلمي بهيئتها وطلتها الجميلة وإطلالتها العصريه

سلوى: تكذب عليك في ايه يا أسر، انا اسيبك يومين، الاقيك جايب ستات في البيت وكمان حوامل، مين دي يا استاذ........

أسر بخضه: سلوي، انتي ايه اللي جابك دلوقتي يا سلوي، انتي مش كنتي مسافره

سلوي: ايوة كنت مسافرة يا استاذ، بس أديني رجعت، رجعت اهو علشان اشوفك علي حقيقتك، ثم نظرت إلي سلمي بقرف: مين المعفنه اللي انت جاي بها البيت دي يا استاذ وبتعملوا ايه في الاوضه هنا، وياترى بقا الطفل اللي في بطنها ده ابنك ولا انت بتدارى علي فضيحتها

كانت سلمي تستمع الي كل تلك الإهانات وكان تلك الإهانات وكلامها اللاذع كالسكاكين التي تقطع بها، لم تحتمل سلمي كل تلك الإهانات ومرة واحده ضربتها كفا علي وجهها

سلمي ببكاء: اخررررررسي

نظرت له سلوى بصدم#مه: بقا انتي تضربيني انا يا معفنة انتي

ضربتها سلوى كفا علي وجهها وبدأت في شد شعرها

أسر بصراخ: بس يا سلوى، بس

كان أسر عاجز بينهم لم يستطع أن يفرق بينهم

سلوي: انا يا كلبه انتي

كانت سلوى تضرب سلمي، وسلمي تحت يدها تناجي وتتألم

نادى أسر علي أحد خدمه ليفكوهم عن بعضهم

لم تتحمل سلمي كل ذلك فهي منذ ايام وهي تأكل من اللقيمات القليل منها ومع العمل الزائد عليها وعلي جسدها الضعيف وابنها القادم للحياة، لتسقط سلمي في اغماءة لساعات قليله ولكنها كانت كفيله لراحتها من إرهاق بدني لا ذنب لها فيه.

رفعها خدم أسر وادخلوها غرفه لترتاح فيها حتي يأتي الطبيب وذلك تحت أمر أسر

أسر بصوت عالي: ايه اللي انت عملتيه ده يا سلوي

سلوي: بصراحه بقا انا زهقت منك ومن قرفك واقولك علي حاجه انا مش عايزة اكمل مع واحد مشلول وكمان بتاع ستات وادي دبلتك اهي

خلعت سلوى الدبلة واخذت شنطتها وخرجت من الغرفه ومن المنزل بأكمله

كان أسر ينظر لطيفها بصدم#مه، هاهي شخص أخر يتركني ويذهب وكلا بسبب عجزى وشللي وكل ذلك بسببها، اقسم لك ستندمين علي كل ثانيه عشتها بحياتك يا سلمي

بداخل الغرفه سلمي تنام في سبات عميق بعد ما أعطاها الطبيب مهدئًا

الطبيب: المدام محتاجه راحه، ومحتاجه ومتابعه مع الدكتور بتاعتها، لأن واضح أن الحمل تاعبها

فوزيه: حاضر يا دكتور، ماشي

الطبيب: هاتولها الدواء ده ومتنسيش المتابعه مع الدكتور

فوزيه: حاضر، حاضر يا دكتور

خرج الطبيب وخرجت معه فوزيه تاركين سلمي في سباتها وأحلامها وعالمها الخيالي الهيِّن عليها ولو كان قليلا...

مرت الايام علي سلمي بعد ذلك وهي تعمل في المنزل لا تختلط مع أسر ولا تحاول الاختلاط، كلما رأته في مكان في البيت، تلفت وجهها وتبتعد عنه، كان خدم أسر يفعلون مثلما أمرهم أسر دائما بتخريب كل ما تفعله سلمي، كانت سلمي لي نهايه اليوم تجلس بالجانب تبكي، تبكي حظها، تبكى ما تمر به في أيامها، تبكي مستقبل ابنها كيف سيمر ؟

كيف ستربيه وحدها ؟

فى ذات يوم دخل أسر عليها وهى تبكى

مسحت سلمى دموعها بسرعه وحاولت جاهدة بصعوبه النهوض من مكانها

أسر: خليكى مكانك

جلست سلمى مرة أخرى لكنها لم تكن تنظر إليه

أسر: بتعيطي ليه يا سلمى

سلمى بجمود: مش بعيط

أسر وهو يقترب منها بكرسيه: جفنك المبلول ده مش عياط عنيكى المنفخه دى مش عياط

سلمى وهى تنظر له بقسوة: فكك يا باشا من الدمعتين دول والجفون المبلولة دول وقولى انا هفضل هنا هعمل ايه يا باشا، انت عايز ايه منى يا أسر باشا ؟

أسر: أسر.. قوليلي أسر بس.

سلمى: يا أسر باشا انت عايز ايه منى ؟

أسر: انتي هنا علشان تتعذبي يا سلمي

سلمي: لا وأهنيك اوي يعني، عذاب من النوع الثقيل، تجيبني هنا خدامه ليك وللخدم بتاعك، تعب واهانه، طلوع ونزول بحملي وتعبي ومش مهم، رجلي الوارمة اللي مبقتش عارفه هي وارمة من الحمل ولا من الشغل والمرمطه في البيت ده، مايه تترمي عليا كل يوم، لا وبشرط مفيش اي عبايه تانيه ألبسها، لا خليكي بالمبلول علي جتتك لحد ما تبردى وتموتي يا سلمي انتي وابنك، كل ما اشتغل في البيت خدمك يبهدلوا تاني واعدلي تاني يا سلمي والا تتهزقي، لا وتجيب الهانم الكبيرة تيجي وتهزقني، لا بجد برافوووو برافوووو يا باشا عملت اللي انت عايزة صح، وبهدلتني صح الصح، تصدق اللي انت عملته فيا معملهوش فيا اسلام وأمي اللي طردتني من بيتها.....

كانت سلمي تلقي كل ذلك علي مسامعه وعيناه انفجرتا في بكاء ودموع لروحها وعلي روحها وكأنه خزين حزنها طوال تلك المدة، وذلك لجانب الم حملها الذى بدأ يشتد عليها في تلك اللحظه، لم تكن تعلم في اي شهر هي ولا تتابع مع أي أطباء....

علي الجانب الآخر كان أسر يستمع إلي ذلك في صدم#مه، أفعل كل ذلك بها ؟

أذنها لتلك المرحله، أستغل ضعفها واستغل سكوتها وداس عليها

أسر بضعف: أنا ا.....أس....أسف

ألقي أسر تلك الكلمه علي مسامعها وهي لم تتلقاها بل كانت في ألم أخر، آلام الولادة قد بدرت عليها

وبصراخ فزع منه أسر: الحقنننننننني مش قاااااااادرة

كان أسر عند سلمي في المساء والخدم قد ناموا، لم يستطع أسر أن يفعل لها شئ بعجزه وقدميه

أمسك أسر بيديها: اهدي اهدي، يا فوووووزيه يا محممممممممد اي حد هنااااااا يا فوووووزيه

كان أسر يصرخ في محاوله لأن يسمعه اي أحد ولكنهم لم يسمعوه حتي الآن

حاول أسر أن يساعدها بأى شىء ولكنه فجأة اذا به يسقط عن كرسيه المتحرك جالسا علي الارض بجانبها

كانت سلمي تبكي بشدة وتصرخ: الحقننننننني

سقط أسر بجانبها من عجزه، ود أسر لو أسقط دمعتان علي ما وصل به حاله الآن ولكن ليس الان فالبكاء مساءًا في غرفته أهون عليه، تعالي صراخ سلمي وأستيقظ الخدم وبدأوا بمساعدتها بالفعل وطلبوا الاسعاف الذى وصل وأخذها علي المستشفي....

في وسط تلك الانشغالات والصريخ كان كلا يجرى محاولا اللحاق بها ولكنهم تركوا أسر

مما جعله يبكي علي حاله وضعفه، نظر أسر الي قدمه بضعف، محاولا تحريكها ولكن لا فائدة، ضرب أسر عليها أكثر من مرة ولكن لا حياة وكأنك تضرب بجسد ميت لا حياة فيه..

انتبه له أحد الخدم وبدأوا في مساعدته ورفعوه علي كرسيه متحركين به الي غرفته

أسر: انت رايح فين ؟

الخادم: هوديك علي اوضتك يا باشا

أسر: لا وديني المستشفي وراها، ندخل بس اغير ونروح

الخادم: حاضر

ــــــــــــــــــــ

في المستشفي

كانت سلمي تصرخ بألم وبتعب من أثر ولادة طفل، أبوه لم يكن يوما يريده كان فقط يريد شهوته وسلطته وجبروته، بأى ذنب يولد طفل يتألم في حياته وأبوه لن يعترف به من الأساس، لن يعترف بوجوده، كيف يمكن لأم أن ترد علي ابنها عندما يسألها اين ابي وهي تعلم بمكانه ولكنه لا يريده، لا يريد حياته، لا مانع في أن ترى أب يطلب مoت ابنه......

وصل أسر المستشفي وكان يسمع صرخات سلمى بالداخل التي دامت لفترة، كان أسر متوتر وكأن ذلك ابنه وتلك هي زوجته

خرج الطبيب ليقترب منه أسر بكرسيه: خير يا دكتور هي سلمي كويسه ولا ايه اللي حصل

الدكتور: هي المدام كويسه بس فقدت دم ومحتاجين لها نقل دم لان فصيله دمها نادرة للاسف

أسر: انا... انا ممكن اتبرعلها

الدكتور: طيب حضرتك ممكن تروح مع الممرضه وهي تعرف هي مطابقه ولا لأ

أسر وقد أسم الطبيب مرة اخرى من البالطو الابيض: دكتور طب والطفل

الدكتور: الطفل للاسف اتولد ضعيف جدا ده هيخليه يقعد في الحضانه شويه

أسر: دكتور هي سلمي هتكون كويسه

الدكتور: أن شاء الله

ذهب الطبيب من أمامه ولكنه مازال يشعر بتوتر وخوف كبير عليهما يشعر بالذنب عليها وعلي حالتها، وجدها في الشارع بثياب منزليه ببطن تحمل بداخلها طفلا يحتاج لغذاء يعلم أنها سبب حادثته، ولكنه أشفق عليها وعلي حالتها، في منزله كان يعاملها بسوء ولكنها علي الأقل معه تحت سقف يحميها هي وطفلها ولقمه يجدها في نهايه كل يوم، وملابس تسترها من كلاب شارع تنهش ولم ترحم يومًا

تبرع أسر بالدم وجلس خارجًا قليلا حتي طلب منهم أن يدخل الي سلمي

أسر بجانب سلمي: سلمي

لا صوت فقط صفير أجهزة كهربيه كان يعلم أهميتها في كل يوم عمل له قبل عجزه وجلوسه في المنزل كالنساء بلا عمل، كان يقدر الحياة ويحبها ولكنه الآن يتألم جلوسه في منزله......

نام أسر علي كرسيه بجانبه لتبدأ شمس اليوم التالي تداعب جفنيهما

أفاق أسر ليلقي نظرة علي سلمي، التي بدأت هي الأخرى بتحريك بؤبؤ عينيها من أسفل جفنها، عينان تفتحهما ببطء استقبالا لضوء واشعه شمس تزعجها كثيرا فتغلقهما، حياة تبدأ في استيعابها مع لحظات أخيرة من الم ولادة طفلها

فتحت سلمي عيناها فجأة قائله بتعب وبصوت ضائع من صراخ استمر لقرابه الساعه: ابني... ابني فين ؟

أسر: انتي كويسه يا سلمي

سلمي: أسر باشا، انت هنا

أسر: قولتلك أسر بس يا سلمي

سلمي: ابني فين يا أسر باشا

أسر: اهدي يا سلمي ابنك تعبان شويه وحاطينه في الحضانة.......

سلمي بفزع: اييييييييه

أسر في محاولة لتهدئتها: اهدي يا سلمي، ابنك اتولد ضعيف شويه واتحط في الحضانه وهيكون كويس اوي ان شاء الله

سلمي بدموع: يعني هو هيكون كويس صح ؟

أسر: ايوة يا سلمي، متخافيش

سلمي وهى تبكي في صمت: هو هيكون كويس، هيكون كويس، انا ماليش غيره في الدنيا دي وهو مستحيل يروح مني

كان أسر يسمع كل ذلك وهو مشفق عليها. علي ما وصلت له، بالفعل ليس لديها سوى طفلها هذا، منذ أن جئت الي منزله لم يرى في يدها هاتف أو مكالمة من أحد أقاربها، بالتأكيد ليس لها أقارب والا كيف لها أن تبيت هكذا في الشارع بطفلها، وماذا عن والد الطفل، هل كانت ضحيه اغتصاب أم ضحيه لزوج ظالم أم ضحيه لشاب طائش مجنون

كان أسر ينظر لها وهي تبكي في صمت الي ان دخل الطبيب عليهم

الطبيب: مدام سلمي اخبارك ايه النهاردة

كانت سلمي تبكي ثم التفتت له في لهفه: دكتور، ابني يا دكتور عامل ايه وهقدر اشوفه امتي

الدكتور: اهدي يا مدام سلمي ابنك كويس وبخير بس هو للاسف اتولد ضعيف ومحتاج يفضل في الحضانه شويه

سلمي: طب.... طب انا عايزة اشوفه، ارجوك عايزة اشوفه

الدكتور: طيب، انا هخلي واحده من الممرضات تأخذك توديكي ليه تشوفيه من بعيد

سلمي بفرحه اطفال ولهفه: ماشى... ماشي

كان أسر كل ذلك يراقب حركاتها، يراقب زعلها علي طفلها، تمني للحظه لو وجد امه خائفه عليه ولم تتركه بعد عجزه

جاءت الممرضه وأحضرت معها كرسيا لجعل حركه سلمي اسرع واسهل خاصه بعد ولادتها والم حملها

جلست سلمي علي الكرسي تسابق الطرقات بعينيها لهفه للوصول إلي ابنها اوصلتها الممرضه علي ممر به الواح زجاجية بداخلها غرفه تحمل العديد من الأطفال الصغار، أشارت لها الممرضه علي مكان طفلها وخرجت من المكان تاركه إياها مع طفلها تراقب حركاته البسيطه وتبكي بدموع من خلف الزجاج، تتلمس الزجاج وكأنها تلمسه، ترى بشرته المحمرة وتفاصيله الصغيرة جدا وتتعلق بها أكثر وأكثر تحفرها ببطء وبهدوء في ذكرياتها وتبكي بحسرة متمنيه لو كان بين يديها فتملك بها الدنيا وما فيها بنظرة في عينيه الصافيتين والصغيرتين

دخل أسر الي نفس مكانها ووضعه الخادم بجانب كرسي سلمي، انتبهت له سلمي ولكنها لم تلتفت له

يراه معها ناظرا له بلهفه وكأنه طفله يضحك أسر بمجرد رؤيته وينظر إلي سلمي والي أعينها المتعلقه به وكأنه حبل نجاة حياتها وآلامها

أسر: جميل اوي

سلمي: اوي اوي، بس للاسف..

أسر: مين ابو الولد ده يا سلمي ؟

سلمي وقد انقلبت ضحكتها: عايز تعرفه ليه يا أسر باشا انا ابني هربيه لوحدي ومش مهم عندي ولا اب ولا اخ ولا ام وزوج انا ابني معايا بالدنيا وما فيها

أسر: طب وابنك ده مش هتحتاجي تدخليه مدرسه وهتسجلي شهادة ميلاده ازاى، لما يكبر ويسألك فين ابويا هتردي تقولي ايه يا سلمي

سلمي بحزن: مش عارفه، مش عارفه يا أسر باشا مش عارفه.

أسر: قوليلي يا سلمي يمكن اقدر اساعدك

سلمي: مش دلوقتي يا أسر باشا مش دلوقتي، لما امشي هفهمك كل حاجه، وانا أن شاء الله ابني يخرج من الحضانه وانا هأخده وهمشي بيه أن شاء الله، وشكرا ليك علي انك خليتني في بيتك كل ده

سمع أسر منها ذلك حزينا وللحظه شعر أنه لا يريد ذهابها....

عادت سلمي الي غرفتها بعد أن أجبرها الممرضين علي الخروج من المكان، لتعود في اليوم التالي الي المنزل بدون طفلها

عودتها الي المنزل بدون طفلها كانت كفتيلة انطفاء بالنسبه لها، أصبحت أكثر صمتا، أقل شغفًا، لا تبتسم، وكلما نظرت إلي أسر يرى في عيناها نظرة تمني ان يأخذها لرؤيه طفلها فيستجيب لنداء عيناها أخذا إياها لرؤيه طفلها وليراه هو الآخر فلقد تعلق به، كما تعلقت هي به

بعد مرور أسبوعان

الدكتور: الحمد لله يا مدام، ابن حضرتك بقي كويس وتقدرى تخديه معاكي وتروحي

نظرت له سلمي بفرحه لتخر ساجدة الي الله شاكرة إياه وبفرحه أطلقت زغروطه خارجه من قلب أم يعود ابنها معها لاول مرة منذ ولادته

نظرت سلمي الي أسر الذى كان في المقابل سعيد هو الآخر ولكن فجأة انقلب وجهه حزنا لم تفهم سلمي تعابير وجهه ولم تفهم سبب تقلب وجهه ومزاجه المفاجئ ولكنها لم تهتم وذهبت مسرعه الي طفلها لتلمسه وتشم رائحته للمرة الأولى...

عادت الي المنزل وهي تضم علي طفلها بحب أم عاد إليها طفلها أخيرا، ينظر لها أسر بفرحه ولكن بداخله حزنا يمكنك أن تراه في عيناه..

في المنزل بمجرد أن رأتهم فوزيه أطلقت زغروطه عالية وأمسكت الطفل منها بحب وبفرحه وبدأت في مداعبته واللعب معه...

كانت عيون سلمي على الطفل بخوف وعلي مستقبله ولكنها طردت الحزن منها لتلك اللحظه لتستمتع بعودته...

مرت الايام وسلمي بدأت تستعيد صحتها وعافيتها وبدأت تستعد للرحيل بابنها حتي وأن كانت لا ترغب لكنها لا يمكنها الاستمرار هنا أكثر من ذلك في ذلك المنزل

أسر: انتي رايحه فين يا سلمي ؟

سلمي: انا خلاص مش هقدر افضل عايشه هنا تاني يا أسر باشا

أسر: اولا انا اسمي أسر بس، ثانيا هتروحي فين بأبنك يا سلمي هتربيه في الشارع، هتأكليه منين وهتشتغلي ازاى وهتخلي بالك منه

سلمي بدموع: ما هو انا مش هينفع افضل هنا اكتر من كده يا أسر، انا بعمل ايه هنا ايه مكاني هنا

أسر: منكرش اني اول ما جبتك البيت هنا كنت علشان اعذبك وادمرك لانك كنتي السبب في قعدتي دي علي الكرسي

سلمي: قعدتك دي علي الكرسي نصيبك يا أسر، ده اختبار من ربنا علشان يشوف إيمانك بيه وانا ماليش ذنب انا كنت مجرد سبب، لكن انت سمعت لصوت نفسك وبس وجيبتني هنا وهزقتني وعيشتني هنا خدامه تحت رجلك

أسر: الحادثه اللي انتي كنتي سبب فيها دي بعدت عني ما اللي كانوا بيحبوني، سابوني ومشيوا وانا قاعد علي الكرسي ده عاجز ولا عارف اروح ليهم ولا عارف اعاتبهم ولا عارف حتي اني انزل شغلي اللي كنت بحبه

سلمي: مفيش حد بيحبك يا أسر يقبل علي نفسه أن هو يسيبك وانت في حالتك دي وده مجرد اختبار من ربنا، وربنا هيقويك واكيد ليك علاج وهتقدر ترجع تمشي تاني علي رجلك، خلي انت بس عندك ايمان بربنا وهو واقف جنبك

أسر بضعف: طب وانتي كمان هتسيبيني وتمشي، انتي كمان هتمشي زيهم انتي وابنك عمر، انا صحيح معرفكيش كويس بس اتعلقت بأبنك يا سلمي، اتعلقت بيه وبخوفك عليه وبحُبك ليه، ومش عايزه يمشي يا سلمي

سلمي: طب وازاى يا أسر انا مكاني ايه هنا هعمل ايه هنا ولا هعيش ازاى هنا وبصفتي ايه ؟

أسر: انتي ممكن تفضلي هنا مع الخدم هنا

نظرت له سلمي بعتاب، ليصحح أسر كلامه مسرعا: انتي هتفضلي هنا قدامهم انك لسه عايشه معايا علي انك الخدامه بس خلاص انتي مش هتخدمي تاني وهتخلي بالك من ابنك ويفضل هنا معايا علشان انا حبيته اوي ومش هقدر اعيش من غيره

سلمي وهي تربت علي ظهر طفلها الصغير مفكرة في كلامه فهي بالفعل لن تستطع أن تترك المنزل وتذهب أبنها صغير وجلوس الشارع بالنسبه له أصعب مما يكون

سلمي: ماشى انا موافقه يا أسر باشا بس بشرط

تهللت أسارير أسر: اولا أسر بس بقا، ثانيا ايه هو الشرط ؟

سلمي بعند: تتعالج يا أسر باشا علشان ترجع تقدر تمشي علي رجليك وترجع شغلك تاني وترجع لكل اللي بتحبهم، أو اللي بيقولوا انهم بيحبوك

ضحك أسر علي كلامها: يبقي اتفقنا يا سلمي

فرحت سلمي حاضنة طفلها بسعادة لترى لهفه أسر عليها ليحمل الطفل فاعطته له سلمي واجلسته علي قدمه، سَعُد أسر به كثيرا وبدأ في اللعب معه بفرحه وسعادة، لا حظت سلمي هدوء ابنها معه وسكونه لتضحك لهم في سعادة

أخذت سلمي كرسيه وتحركت به الي غرفته لتدخله لينام، عاونته سلمي لينام علي سريره بهدوء، أعطاها أسر الطفل الي ان عدل نفسه علي السرير وأخذه منه ثانية، نظرت له سلمي باستغراب فوقت نوم ابنها قد حان ولكنه هادئ بين يدي أسر، قبلت سلمي رأس طفلها ودثرتهما جيدا وتركت ابنها ينام بسلام بين يديه، تعلم أنها بعد دقائق ستأتي لتاخذه يصرخ من بين يدي أسر لذلك ظلت بالخارج تنتظر أن تأتي لتأخذه

نامت سلمي في مكانها لتستيقظ صباحا مبكرا علي صوت بكاء ابنها

دخلت سلمي الغرفه لتجد أسر قد أعتدل بصعوبه ليحمل الطفل وبدأ في هدهدته وأسكاته

مرت الايام علي سلمي وأسر وابنها عمر بتلك الطريقه ولكن أسر قرر بعد أصرار سلمي أن بتعالج وأن يستعيد قدرته علي السير مجددا ليعمل مرة أخرى، لم تحاول سلمي أن تطرق الي موضوع والد عمر ولكنه كان يشغل تفكيرها دائما ما الذى ستفعله في شهادة ميلاده التي لن يقبل اسلام أن يسميه علي أسمه

مر علي ذلك ثلاث سنوات استعاد فيها أسر قدرته علي السير مجددا وممارسه عمله،. كان أسر سعيدا بذلك كثيرا وسلمي أكثر سعادة منه، فعلي الاقل هناك حياة لأحدهما يمكنها أن تتصلح وتُعدل.....

أسر: ايه رأيكم نخرج النهاردة

سلمي: معنديش مانع وما اظنش الاستاذ عمر عنده اي مانع، صح يا عمور ؟

كان عمر الصغير ملهيا في العابه لا يرد عليها ولا يلتفت حتي لها

ضحك أسر علي تجاهل عمر لها، أسر: احنا نسمع الكلام ونقوم نخرج بقا ودي احسن حاجه، واظن الاستاذ عمر موافق بردو

خرجوا سويا من يراهم من الخارج يظنهم عائله واحده لا يعلم أنهم متشبثين ببعضهم بعضا، كلا منهم لا يمكن لحياته أن تكتمل بدون الاخر وكأنهم احبه ولكن مع إيقاف التنفيذ

أسر: انا هروح أجيب حاجات من السوبر ماركت انا وعمر تيجي معانا

سلمي: مش مشكله ممكن تروحوا انام وانا هفضل قاعده هنا مستنياكم

أسر: خلاص اوك، واحنا هنيجي علي طول

أسر محدثا الطفل عمر: يلا يا عمورى نجيب حاجه حلوة

أقترب عليه عمر بفرحه وسلمي وأسر يضحكون عليه

ذهب أسر وعمر وسلمي تراقب طيفهم من بعيد وهو يذهب عنها متمنيه من الله أن يدوم تلك السعادة علي وجه طفلها

أسلام: وحشتيني اوي يا سلمي ووحشني ابني، وبحبك وعايز ارجعلك وموافق اتجوزك..........

 

نظرت له سلمي بصدم#مه: انت بتعمل ايه هنا وايه اللي جابك ؟

اسلام: انا كنت بدور عليكي بقالي كتير اوي واخيرا لقيتك علشان اقولك كل اللي نفسي فيه

كانت سلمي تتلفت حولها خشية أن يأتي أسر وابنها وهي لا تضمن تصرف ذلك المجنون أمامهم

سلمي بعصبيه: انا مش عايزة اسمع منك اي حاجه ولا عايزة اتكلم معاك اصلا، ولو سمحت امشي من هنا ومشوفش وشك تاني، ابعد عني بقا يا اخي...

اسلام بضحكه: سلمي انا عارف انك مضايقه مني ومش طيقاني لكن متنسيش أن اللي معاكى ده أبني وهتلف الايام وهيعرف أن انا أبوه وانا مش عايز ابني يعرف بطريقه تضايقه حاجه زى اللي حصلت معانا، انا بقولك اهو انا مستعد اتجوزك وأسمي ابني علي اسمي

سلمي باستغراب لكل ما يقال: انت عاقل للي انت بتقوله، ابني، ابني ولا كأن انت كنت حابس أمه في شقه بعيده وحرمتها من الاكل اربع ايام وكان في بطنها ابنك، وأمك اللي طردتني من البيت مع أن هي اللي كانت مربياني، انت عاقل يا اسلام ولا انت في ايه ؟

انا مش مستوعبه كلامك وتعتبر نفسي مسمعتش اي حاجه وانت تنسي انك ليك ابن اصلا وانا هربيه لوحدي غصبًا عنك وبعيد عنك انت وامك المريضه اللي قبلت علي نفسها ترمي اللي كانت مسمياها بنتها في الشارع

كانت سلمي تقول كل ذلك بدموع تنزل علي وجنتها من صدمات وانكسارات مرت علي حياتها، قد تكون قوتها لكن في ذلك الوقت هي حزينه علي كل ما حدث بها، انتبهت سلمي مرة واحده ان أسر عائد هو وابنها

سلمي: اسلام امشي من وشي ومش عايزة اشوف وشك تاني يا اسلام وتنسي انك تعرفني اصلا

اسلام ببرود: مستحيل انسي انك انتي حبيبتي وأن انتي ام ابني ومتنسيش أن انتي لازم تسمي ابنك بأسمي لاني أبوه مش هتلاقي حد يوافق يشيل شيله مش شيلته، علي العموم خدى الكارت ده في رقمي ووقت ما تهدي وتفكرى كلميني في اي وقت علشان اجي اخدك

سلمي متسرعه: ماشي، ماشي يلا امشي بقا.

مسحت سلمي دموعها سريعا الي ان جاء أسر وعمر ابنها

أسر: متأخرناش اهو

سلمي محاولة الضحك: اه، اه فعلا متأخرتوش

أسر: طب ايه مش يلا بينا نمشي

سلمي وقد وضعت الكارت الذى في يدها في جيبها: ايوة فعلا يلا علشان انا زهقت

كان اسلام في الناحيه الثانيه ينظر لها نظرة انتصار ثم ذهب من المكان عائدا الي منزله والي أمه

اسلام لامه: لو تعرفي انا شوفت مين النهاردة هتموتي من الفرحه

امه: مين يعني، وانت من امتي معاك اخبار عدله ولا معاك حاجه تبسطني انت ولا ابوك اللي قصف عمرى قبل ما يموت ولا بعد ما يموت

اسلام بضحكه انتصار علي وجهه: لا صدقي انا شوفتها النهاردة

امه: شوفت مين ؟ اوعي تكون اللي في بالي، مين بسرعه

اسلام: شوفت سلمي يا امي

فرحت الام جدا حتي أنها أوشكت علي الرقص من السعادة والفرح: يااااااااه اخيرا، اخيرا هيرجعلي حقي، وشقى السنين اللي قضيته مع ابوك، وفي الاخر الواطي ولا عبرني، احكيلي ايه اللي حصل بسرعه يا واد

حكي اسلام ما حدث معه لتبتسم أمه له في سعادة

................................

علي الجانب الآخر عند سلمي، كانت سلمي تركب العربيه وعقلها مشتت يفكر بما حدث معها ومع اسلام وما المفترض أن يكون تصرفها الان، وما مصير ابنها وتسميته، لاحظ أسر تشتتها وقرر تركها كما هي كذلك حتي يعود الي المنزل ليفهم ما الذى يحدث معها وما الذى حدث هناك جعل وجهها ينقلب كذلك وعيناها تمتلئ بالدموع الدفينة

عادوا الي المنزل وكأن سلمي كانت تحاول الهرب من اي محاولة للحديث مع أسر وكأن حديث اسلام شتت عقلها، فدخلت بأبنها الي غرفتها لتنيمه ولتنام بجانبه.....

دخل أسر عند غرفه سلمي بعد أن نام عمر وطلب منها الحديث معها قليلا بالخارج

أسر: مالك يا سلمي في ايه ؟؟

سلمي وهي تحاول أن تهرب بعينها بعيدا عنه: مالي مفيش اي حاجه، انا بس يمكن تعبت شويه من المشوار النهاردة

أسر: عينيكي بتكدب يا سلمي ومع ذلك ماشي هنقول أن انتي تعبتي، انتي متأكدة اني مفيش اي حاجه عايزة تحكيهالي ؟

سلمي: ل...لا مفيش

أسر بجديه: طيب واللي انتي كنتي واقفه معاه النهاردة ده كان مين ؟

نظرت له سلمي بتوتر: ده....ده..

أسر وأمسك يد سلمي ليهدئها: سلمي احكيلي بقا انتي هتفضلي شايله كل ده جواكي، هتفضلي مخبيه كده كتير

نظرت سلمي الي عينيه وبدموع: ده ابو عمر

أسر وقد استوعب كلامها محركا رأسه: ماشي، انا عايز اعرف يا سلمي مين ابو عمر انا عايزك تحكيلي ايه اللي حصل معاكي

سلمي ببكاء وبدأت تحكي له كل ما حدث معها منذ أن كانت في الملجأ وعندما جاءت ام اسلام لتتبناها وكيف أنها لم تكن تعاملها كأم ولكن سلمي قبلت ذلك لتعيش، ابتلعت سلمي غصتها عندما تذكرت كلمات الحب والرومانسيه التي كان اسلام يخبرها بها بكل حب وغرام وكيف أنه اوهمها أنه سيتزوجها الي ان جاء اليوم الذى طردتها فيه امها من المنزل وقد قبلت علي نفسها أن تتركها مشردة في الشارع بلا مأوى بعد ما لاحظت القرب الذى بدأ يحدث بين ابنها وابنه الملجأ اليتيمه وكيف أنها اكتشفت في يوم الحادث أنها حامل وأنها تحمل في احشائها ابن له، كان أسر يسمع كل ذلك مشفقًا عليها وعلي حالتها أخبرته سلمي أيضا أنها ذهبت إليه واعترفت له ولكنه في المقابل اسكنها في منزل بعيد منعزل عن الناس في اعلي دور حتي لا يصل أي مما سيفعله بها للناس، وأنه سمح لنفسه أن يعطي لصديقه المفتاح حتي يأتي الي المنزل تاركا إياهم في المنزل وحدهم، كانت سلمي في وسط كل ذلك تذرف دموعها واسلام يطبطب عليها حتي أنه طلب منها أن تتوقف عن الحديث حتي تهدأ ولكنها كانت تريد أن تلقي كل ما في داخلها فقد تعبت وامتلئ قدر قلبها من الحزن، أكملت سلمي حديثها بعد أن قررت أن تهرب من ذلك المنزل بعد أن كان يحبسها فيه ومنع عنها الطعام هي وابنه ولم يهمه ذلك وتركها وحدها في الشقه المنعزلة عن الناس غالقًا الباب عليها بالمفتاح لا احد يسمعها ولا طعام يأويها في عزلتها، وعندما قررت الهروب ظلت في الشارع لمدة ثلاث شهور، ثلاث شهور تأكل من الطعام ما يسد جوعها سواء أن كان من القمامه أو بقيه فتات يتركه المارون لهم الي أن وقعت في يديه وجاء هو ليكمل عليها

شعر أسر للحظه بوحشيته وبظلمه، توقفت سلمي مرة واحده عن الحديث بعدما ألقت ما في جعبتها من حديث ثقل حمله علي قلبها وحدها

ضمها أسر إليه لتكمل بكاءها في صمت وتفرغ ما بها

أسر: أنا آسف

سلمي وهي تبكي: أسف علي ايه يا أسر علي الأقل انت استحملتني وخليتني هنا معاك في بيتك انا وابني مع انك متعرفناش...

أسر: أنا أسف يا سلمي علي أن انا كمان استغليت ضعفك زيهم وجرحتك انتي كمان وانتي متستحقيش اي حاجه من اللي حصلتلك دي

سلمي: خلاص يا أسر اللي حصل وانت اعتذرت فعلا وسددت كل اللي عليك وانا اللي أسفه أن احنا لسه هنا معاك بالرغم من ان مفيش اي حاجه توصلنا ببعض

أسر: انتي بتهزرى يا سلمي ده انتم كل حياتي

نظرت له سلمي ليتوتر أسر: قصدي يعني عمر ده كل حياتي وانا بحبه وبمoت فيه ومقدرش اعيش من غيره، المهم يا سلمي ايه اللي رجع الزفت ده تاني

غُّم وجه سلمي من الحزن مجددا: مش عارفه يا أسر، راجع عمال يقولي بحبك وعايز ارجعلك تاني وهتجوزك وهسمي ابني بأسمي وكلام كتير مستغرباه ومش فاهمه هو بيعمل ليه كل ده

أسر وقد حزن وجهه: طب وانتي يا سلمي عايزه ايه ؟

سلمي: يعني ايه عايزه ايه ؟

أسر: يعني ممكن في يوم ترجعيله.....و تسيبيني

نظرت له سلمي بتشتت وصمتت

حزن أسر من صمتها وصمت هو الآخر

دخلت سلمي لتنام مفكره في كل ما قيل لذلك اليوم والاحداث التي مرت بها في هذا اليوم ونامت بجانب ابنها وهى تنظر له بحزن مما يفعله فيها أبوه

مرت الايام علي أسر وسلمي وعلاقتهما مذبذبة ولكن اهتمام أسر بعمر لم يقل ولم يتأثر وسلمي تضحك علي لعبهم سويا محاولة نسيان ما مرت به والالتفات فقط الي مستقبل ابنها

في يوم من الايام كان أسر في العمل وسلمي في المطبخ مع الدادة فوزيه تعد الطعام وعمر من المفترض أنه يلعب أمامهم، فجأة لم تجد سلمي عمر الصغير، فسكتت قليلا تنهي هذا الذى بيديها فهو سيعود مجددا أو ستذهب هي لتأتي به اكيد

مرت ربع ساعه وعمر لم يعد فذهبت سلمي لتبحث عليه

سلمي: عمر، عمر انت روحت فين يا حبيبي

بدأت سلمي في البحث عنه في أرجاء الدور الأرضي فهي تعلم أنه طفل صغير لا يستطيع الصعود الي أعلى

وجدت سلمي غرفه مفتوحه تعجبت من شكلها في البدايه ولكنها عرفت انها غرفه المكتب وعمر الصغير بداخلها دخلت سلمي إليه لتحضره وتغلق الدره الذى فتحه ولكنها فجأة فتحته مرة أخرى وأخرجت منه ورقه نظرت إليها بحزن وصدم#مه وذرفت عليها دموع........

 

تركت سلمي الورقه وإعادتها في مكانها وأغلقت الدرج وحملت ابنها وخرجت به من الغرفه مغلقه الباب خلفها...

عاد أسر الي المنزل بعد عمله وجلس ليتناول الطعام كعادته مع عمر وسلمي، ولكنه تلك المرة لاحظ شرود سلمي وكأنها مغيبه عن الواقع، تأُكل عمر ولكن لا تأكل هي

أسر: سلمي

لم تنتبه له سلمي

أسر: سلممممي

التفتت له سلمي بتشتت: هممم

أسر: مالك يا سلمي مش في المود ليه بتفكري في ايه ومخليكي مش مركزه كده خالص

سلمي وقد غضب وجهها وقامت من الاكل: لا مفيش

تعجب أسر من تصرفاتها وجعل يسأل في نفسه عن سبب تغير حالتها بتلك السرعه وجلس يداعب عمر قليلا تاركا إياها يمكن أن يتغير حالها بعد قليل وتعود كما كانت....

مر اليوم عليهم وسلمي في غرفتها لم تخرج منها ابدًا وأسر في الخارج مع عمر يلعب معه، دخل أسر عند غرفتها ليلا لينيم عمر وجدها نائمه ولكنه كان يشعر بدموعها علي وببكاءها وشهقاتها الخفيه تحت الغطاء......

خرج أسر من الغرفه وهو غاضب فهو لا يعلم ما الذى أصابها وما الذي جعلها تتغير هكذا......

مرت الايام علي سلمي وهي مشردة ولا تتحدث مع أسر ولا تلتفت له في حديثه وكلما حاول الحديث معها صدته ولم تكمل حديثها معه

أسر: سلمي

سلمي وهي لا تنظر له: نعم

أسر: بصيلي بعد.اذنك يا سلمي انا عايز اتكلم معاكي

سلمي وقد التفتت إليه بزهق: افندم

أسر: مالك يا سلمي حالك اتغير واتشقلب كده ليه ايه اللي حصل

سلمي: مفيش حاجه حصلت وممكن بقا تسيبني في حالي

أسر: انتي متغيرة اوي يا سلمي وانا مش فاهم فيه ايه ولا ايه اللي حصل لتغيرك ده ؟

سلمي: وانا مش عايزة اتكلم يا أسر وخلاص تعبت

أسر: طيب خلاص بس انا كنت عايزك تغمضي عينك كده بسرعه في الخطفان

نظرت له سلمي باستعجاب: انت بتهزر يا أسر وانا بجد مش فايقه للهبل ده

بلع أسر غصته: معلشي يا سلمي تعالي علي نفسك وغمضي عيونك علشان خاطرى

سلمي بغضب: ماشي يا أسر اديني اتنيلت وقفلت عيني عايز ايه ؟

غضب أسر من طريقتها ولكنه حاول أن يتمالك أعصابه واخرج من جيبه علبه قطيفه ونزل علي رجل واحده ووقف أمامها في مشهد رومانسي شوهد في كل الافلام ولكنه حاول أن يعوضها عما مرت به في حياته وكانت بدايته هي الليله مع ذلك الطلب البسيط ولكن بطريقته الرومانسيه

أسر: افتحي عينك

نظرت له سلمي بصدم#مه: أسر انت بتعمل ايه ؟

أسر: بحبك يا سلمي وعايز اتجوزك انتي احسن حاجه حصلتلي في حياتي واحسن حد وقف جنبي ودعمني في وقت عجزي علي عكس ناس كتير سابوني وموقفوش جنبي، حبيتك اوي انتي وابنك عمر اعتبرته أن هو ابني وأن هو كل ما ليا وحبيته وفي نفس الوقت حبيت حبك ليه وو حبيت اهتمامك بيه انتي اتظلمتي كتير في حياتك يا سلمي وانا هعوضك عن كل حاجه حصلت في حياتك صدقيني وانتي جنبي هتعيشي حياة عمرك ما حلمتي بيها وهكون ليكي العوض أن شاء الله، موافقه تتجوزيني يا سلمي وتكوني كل حاجه في حياتي

كانت سلمي تسمع كل ذلك وتذرف دموعها: م...موافقه

نهض أسر من مكانها وحضنها ودار بها في مكانه

أسر: ربنا يخليكي ليا يارب يا أحسن حاجه حصلتلي....

ضمته سلمي وقررت أن تنسي كل شىء لتلك اللحظه فهي متيمة بأسر ولا تحبه فقط فهو لها كان نعم السند والضهر في كل سنوات التي عاشت بها معه....

في صباح اليوم التالي....

أسر: صباح الخير يا سلمي، جاهزة ؟

سلمي: جاهزة لايه ؟

أسر: جاهزة علشان نروح نجيب الفستان بتاعك والبدله بتاعت عمر والبدلة بتاعتي

سلمي بفرحه: افهم من كده أن انت هتعملي فرح

أسر: اكيد يا سلمي الفرح دي حاجه اي بنت في الدنيا بتتمناها وبتحلم بيها وانتي بالنسبه لي زى كل بنت حلمها الفرح واحسن فرح هيكون جاهز علشانك

سلمي بفرحه اطفال: بجد يا أسر

أسر بضحكه: والله العظيم بجد

خرجت سلمي مع أسر وعمر وعلي وجهها ضحكه ظنت أنها انستها همها وحزنها

عادت سلمي مع أسر وعمر وهي في ذلك اليوم عيونها سعيد وراضيه وكل فترة تنظر إلي أسر وكأنها تتأكد بالفعل أنه موجود وأنه هنا بجانبها ويحبها.....

في اليوم التالي استيقظت سلمي علي غرفتها مليئه ببلالين كثيرة في الارضيه ومعلقه علي الحائط والسقف، نظرت سلمي لهم بسعادة بالغه وبدأت في تحريكهم واللعب بهم مع ابنها عمر

أسر وقد دخل إليهم ليسعد من منظرهم وهم يلعبوا بالبلالين

أسر: يلا جهزي نفسك النهاردة المأذون هيجي علشان كتب الكتاب

نظرت له سلمي بسعادة ثم فجأة واحده تذكرت شىء أرّق صفو بالها وفرحتها

لاحظ أسر انقلاب حالتها وحالة وجهها

أسر: مالك يا سلمي، انتي مش مبسوطه ؟

سلمي:لا مبسوطه بس انا لازم أسألك سؤال

أسر: طيب طالما مبسوطه يا سلمي ليه تضيعي فرحتنا في اللحظه دي بالأسئلة دي النهاردة يعدي علي خير واوعدك انك ليكي من الاسئله اللي انتي عاوزاه

قبلها أسر علي جبينها وقبل عمر أيضا وخرج وتاركهم في الغرفه تاركا خلفه الدادة فوزيه والتي كانت قادمه ومعها مجموعه من الفتيات الجميلات الذين سيقومون بتزيين سلمي لذلك اليوم

أخرجت سلمي تنهيدة استسلام مع رؤيتها لطيف أسر وهو يخرج من الغرفه تاركه سؤالها معلق لوقت لاحق، ربما سيكون الأنسب......

كان الفتيات يزينوا في سلمي التي اشترطت عليهم أن يكون مكياجها الاخف علي الاطلاق فهي لم تكن من محبي تلك البهرجة الزائده من المكياج وذلك الكلام وقاموا بمساواة شعرها وتنعيمه جاعلين فيها توكه صغيرة تناسب خصلاتها السوداء والتي تجعلها أكثر جمالا مع كحل اسود يكحل عيناها البنية مع لمسه من ذلك الوردى علي الجبينين والحمرة الخفيفه لتلائم بشرتها البيضاء الصافيه والجميله.....

تعجبت سلمي من شكلها فعلي الرغم من قله كميه المساحيق التي تضعها الا انها جعلتها كالملكه فصدق من قال " الأرق هو الاجمل "...

خرجت سلمي من الغرفه بعدما ارتدت فستانها الزهرى الجميل والذى كان يصل ليعد الركبه قليلا، وقد كان من اختيار أسر والذى لم يقبل ابدا عليها أن تلبس ماهو أقل من ذلك، زاعما بأنه لم يحب تلك الفساتين القصيرة ليس إلا.....

انبهرت سلمي أيضا بشكل أسر والذى كان يرتدى بذله سوداء جميله وتصفيفه شعره اضفت جمالا مع عطره الأخاذ والذى يجذب الأنظار بلؤلؤتيه الزيتونيتان، اللتان تجذبان كل من يراهما......

حضر المأذون بعدما أمسك أسر يد سلمي واجلسها علي الكرسي بعد ما لثم يدها واجلس بجانبها عمر والذى قد ارتدي أيضا البدلة التي اشتراها له أسر واعجبت سلمي كثيرا عليه فأخذته في حضنها.....

أسر: شكلك زي القمر يا سلمي...

سلمي بتوتر وبضحكه علي وجهها: ميرسي...

المأذون: طيب نبدا يا ابني

أسر: نبدا يا مولانا

المأذون: العروسه فين الوكيل بتاعها

استقبلت سلمي سؤاله بصدم#مه وحاولت ان تتماسك حتي لا تبكي

أسر وقد استوعب حزنها: مفيش يا مولانا انا وكيلها وجوزها أن شاء الله وابوها كمان واخوها وكل حاجه

المأذون: لا حول ولا قوه الا بالله، طيب يا ابني هما متوفيين يعني ولا ايه ؟

أسر وقد بدأ يضيق خلقه: ايوة يا مولانا ايوة ميتين...

المأذون: ماشي يا ابني، فين الشهود ؟

أسر وقد ابتسم: موجودين يا مولانا..

المأذون: طيب يا بنتي انتي موافقه علي الجوازة دي ؟!

سلمي بتوتر: موافقه يا مولاى بس بعد ما يجاوبني علي سؤال واحد

المأذون: سؤال ايه يا بنتي

نظر إليها أسر باهتمام: سؤال ايه ؟

سلمي: أسر، انت متجوز حد غيرى......

 

أسر وهو ينظر لها بصدم#مه وبدأ الغضب في الظهور علي وجهه: سلمي انتي دخلتي اوضه المكتب ؟

سلمي وقد ارتعدت من منظره ولكنها حاولت التماسك: أسر متغيرش الموضوع لو سمحت ورد عليا، عقد الجواز اللي كان في درج المكتب ده بتاع مين

سلمي وقد بدأ صوته يعلي: أسر رد عليا انت متجوز

نظر لها أسر نظرة جعلتها ترتعب وبصوت هامس وهو ينظر إلي المأذون: اقعدي يا سلمي وحيات امي يا سلمي لاوريكي، علشان تعصي الكلام اللي بقوله تاني

جلست سلمي في مكانها وبدأت دموعها في النزول: أسر فهمني

أسر وهو ينظر لها بغضب بمعني اصمتي..

أسر بغضب خفي للمأذون: خلص يا شيخنا في إجراءات الجوازة دي هي خلاص عرفت اجابه السؤال

المأذون وبدأ في ترتيل تلك الكلمات التي تقال مع كل عقد قران لزوجين لحياة ابديه سويا سوا ان كانت ستكتمل بفرحه ام بحزن ولكن في تلك الحالة بدأت بتساؤل وكذبه وأسرار مخفيه وراء ذلك الباب

انتهى المأذون بالكلمه المعتادة

" بارك الله لكما وبارك عليكما وجمع بينكما في خير ".

المأذون: مبارك عليكم الزواج وأن شاء الله تتهنوا مع بعض

أسر: ان شاء الله، متشكرين يا شيخنا

خرج المأذون وسلمي في مكانها تبكي فمن المفترض أن يكون اليوم هو أقصي سعادتها ولكنها تشعر بوجود شىء خفي خلف وجه أسر البرئ، ورقة الزواج التي وجدتها في مكتبه صدمتها، وأبكتها ولكن ما الذى يدفعه لعمل ذلك وتخبئه ذلك عليها، لماذا ليسمح لها أن تعيش معه في ذلك المنزل وهو له زوجه...

عاد أسر إليها غاضبا: بقي انتي بتفتحي المكتب بتاعي يا سلمي وتفتشي فيه يا سلمي انتي عارفه عقوبه اللي بيدخل المكتب ده ويحرك اي حاجه فيه ايه هي يا سلمي ؟

سلمي ببكاء وهي تنظر له: أسر ارجوك افهمني ده عمر والله

أسر وهو يمسك شعرها: عمر، عمر ايه اللي هيجيبوا في اوضه المكتب يا سلمي

سلمي: افهمني يا أسر بس ارجوك وبلاش عصبيه

أسر: وانتي لسه شوفتي عصبيه يا سلمي

و مرة واحده نزل علي وجهها كفًا، أسر: بقي بتدخلي المكتب يا سلمي وتحركي الحاجه بتاعتي وتفتحي ادراجي وتشوفي الورق بتاعي، يا بجحتك يا شيخه

سلمي بصوت عالي نسبيا: أسر اسمعني ارجوك انا لازم افهمك ولازم افهم يا أسر مش لازم تمد ايدك ولا تضربني انا اتجوزتك يا أسر، يعني انا دلوقتي مرأتك وانا بحبك يا أسر وارجوك متحاولش تشوه صورتك في وشي ولا تخليني اكرهك...

أسر ومازال غاضبا: لا يا سلمي أنا أسف اللي انتي عملتيه النهاردة انا مقدرش اسامح عليه ولا اغفر عليه..

أمسك أسر سلمي من شعرها وسار بها الي غرفه داخليه ولكنها مهجورة قليلا في جزء بعيد عن المنزل وأدخلها فيها واغلق الباب...

سلمي بصراخ: أسسسسسر، افتح يا أسسسسر افتح

سمعت سلمي صراخ ابنها الصغير

لتصرخ مناديه: عمممممر، عمممممر ابني يا أسسسسر ابني يا اسر ارجوك

تركها أسر في ذلك اليوم في مكانها وصعد الي غرفته غاضبا وفي نفس الوقت حزين فتلك الذكرى تشعل في قلبه آلاف الذكريات هرب منها لسنوات...!

جلست سلمي في مكانها وضمت قدمها الي حضنها في هدوء باكي...

في منتصف الليل كان أسر اوشك علي الدخول للنوم وذلك بعد أن أنام عمر الصغير وحاول تهدئته ونام بجانبه ولكن ذلك بعد أن وصى فوزيه أن تفتح الباب علي سلمي وإخراجها واعطائها الطعام

فتحت فوزيه الباب علي سلمي والتي كانت منكمشه علي نفسها في جانب من الغرفه

فوزيه: قومي يا بنتي، قومي أسر بيه وصاني اخرجك، قومي يا حبيبتي

نهضت سلمي من مكانها وأعطتها فوزيه شال لتغطي بها كتفها، لم يكن الجو حرا ولكن الجلوس في غرفه بذلك الخلو مباشرة مع نسمات هواء الليل وبذلك الفستان التي لم يسمح لها أسر حتي أن تغيره..

خرجت سلمي وهى تتدثر جيدا بذلك الشال وكأنه الحامي لها....!

دخلت سلمي الي غرفتها لتجد أسر ينام علي ذلك السرير وفي حضنه عمر الصغير نائم..

جلست سلمي علي الكرسي بجانبهم وهي تنظر لهم بضحكه علي وجهها ودموع تنزل من عينيها، ما التصرف الأنسب بالنسبه لها الان فهي الان زوجته ولا يمكنها أن تتركه ولكنها لا تفهم غموضه وما سبب ذلك التغير المفاجئ

نامت سلمي علي الكرسي وفي الصباح استيقظ أسر ورأها كذلك، تحسس أسر موضع الجبين المتورم قليلا من يده أمس، غطاها أسر ببطانية وخرج من الغرفه وهو حزين علي حالتها...

استيقظت سلمي ورأت البطانيه علي ذراعها وابنها عمر مستيقظ، قامت سلمي عليه وحضنته بشدة وبافتقاد حتي وأن كانت بضع ساعات فقلب الأم لا يمكنه أن يتحمل فكرة عدم رؤيته لابنه مجددا حتي ولو لثواني !...

خرجت سلمي لأسر وهي تحمل علي ذراعها ابنها: محتاجه اتكلم معاك

أسر متجاهلها ولا يرد عليها

سلمي: أسر رد عليا

أسر رد عليا لو سمحت

أسر انا عايزة اتطلق

نظر لها أسر نظرة قويه وضحك علي كلامها: عايزة تطلقي من تاني يوم جواز يا سلمي، ده احنا حتي لسه ملحقناش.....

سلمي: أسر انا محتاجه اتكلم معاك ومحتاجه انك تسمعني واسمعك

أسر: انا مستعد اتكلم معاكي وافهم منك كل اللي انتي عايزاه بس الموضوع اللي انتي هتسألي فيه يتقفل من قبل ما تفتحيه اصلا، وبنبرة تهديد: ماااشي

نظرت له سلمي بفقدان أمل: ماشي يا أسر، أنت حر

مر اليوم عليهم وسلمي وأسر لا يتحدثان مع بعضهم مطلقا والايام تمر عليهم وعلاقتهم مشتته والحديث بينهم يكاد يكون منعدم

لتفاجئ سلمي في ذات يوم في المساء بعد إنهاء عمله بدخول أسر عليها وفي يده فتاة ترتدي من الملابس ما يعتبر الفاضح وتضحك ضحكات خليعه ينفر منها المستمعين....

أسر بسكر: يلا يا موزة ادخلي برجلك اليمين ولا بلاش اليمين ما انتي اصلا شمال

ضحكت الفتاة ضحكه خليعه أخرى لتقف سلمي وتنظر له بصدم#مه

سلمي: مين دي يا أسر، انت بتخوني

أسر بضحكه ساكرة: اخونك مين يا ماما انتي صدقتي انك مرأتي ولا ايه ده انا حتي مقربتش منك....

سلمي ببكاء: ليه يا أسر ليه ؟؟

أسر وهو يمشي بالفتاة صاعدا بها الي اعلي: العب باليه

و الفتاة مستمرة في ضحكاتها المستفزة بالنسبه لسلمي

دخلت سلمي الي غرفتها وهي تجلس بتوتر علي السرير وتنظر إلي ابنها وهو يلعب وتتذكر وكأنها تفاجات ذلك الفني ليس ابن أسر مهما كان يظن أنه يحبه ويخاف عليه لكنه سيأتي عليه يوما وسيتغير وقد يتغير ايضا علي ابنها وينفر منه ويكرهه أو ينقلب عليه...

لم تعجب سلمي تصرفات أسر والتي بدأت تظهر في اللحظه الأخيرة والتي ما أن صمتت علي الفتاة الأولى التي جاء بها الي المنزل ليعود في اليوم التالي وهو معه الفتاة الثانيه....

لم تجد سلمي لذلك سوى حل واحد وهو الأنسب إلي ابنها وليس لها هي فقط فعندما يكون في رقبتك روح لا تفكر ابدا بنفسك نفسك تكون في المرتبه الثانيه تماما، والحل الامثل لما يحدث هو أن يربي الطفل مع أبوه والذى يخبرها أنه تغير وعلي استعداد ان يربي ابنه.....

اسلام: مييين ؟

اسلام بصدم#مه: سلمي !!

سلمي: ابنك يا اسلام هتسميه بأسمك

اسلام وهو ينظر لها بسعادة: اه طبعا، اتفضلي يا سلمي ادخلي

دخلت سلمي وهي تحمل علي يدها ابنها وعلي الجانب الآخر شنطتها وخيبتها كما تطلق علي نفسها....!

دخلت سلمي إلى ذلك المنزل مجددا، ولكن تلك المرة وعلي كتفها ابنها...

دخلت أمه: مين يا موكوس يابن الموكوس علي الباب

اسلام: ماما سلمي

ام اسلام: قطعه وقطعت سيرتها بنت الشوارع دي

اسلام: احم.... ماما سلمي هنا

ام اسلام وهي تنظر لاسلام بصدم#مه: اااا...هي هنا

أومأ اسلام لها برأسه

دخلت ام اسلام عندهم واخذت سلمي في حضنها: سلمي حبيبتي ازيك ا بنتي عامله ايه وحشاني اوي

كانت سلمي تقف ولا تبادلها الحضن

اخرجتها ام اسلام من حضنها ونزلت الي مستوي عمر الصغير، اقتربت سلمي منه وأخذته بالقرب منها

ام اسلام: متخافيش يا بنتي ده حفيدي بردو، هو اسمه ايه ؟

سلمي بتوتر: ع...عمر

مرت ام اسلام إليه بحنان: يا ما شاء الله

سلمي وهي تتلفت في أنحاء المنزل باحثه عن أحد ما لم تنساه ولا تريد أن تنساه: هو... هو بابا فين، قصدي فين والدك

اسلام وهو يمثل الحزن: الله يرحمه

جلست سلمي علي الكرسي من الحزن: لا اله الا الله، الله يرحمه

اسلام: يارب ربنا يرحمه، طيب يا سلمي تعالي بقا اوريكي اوضتك

امسكت سلمي ابنها وانكمشت عليه وكأنها تخاف غيابه: ماشي

طلعت سلمي خلف اسلام، ودخلت الي غرفتها لتنام

سلمي: اسلام ابنك يا اسلام انا عايزاه يتسمي علي اسمك

اسلام بضحكه: اكيد يا سلمي أن شاء الله وكمان هيكون كتب كتابنا

خرج اسلام من الغرفه لتنظر سلمي بصدم#مه لطيفه، هل ما تفعله صحيح وهل هروبها من منزل زوجها صحيح، ولكنه تحول، تحولت معاملته معها منذ أن تزوجها وحبسها في غرفه بعيد عن ابنها

في الصباح استيقظت سلمي مبكرا وظلت تلعب بجانب ابنها الي ان جاءت ام اسلام إليها وهي تحمل علي يدها صنيه بالطعام وكوب حليب لعمر

نظرت سلمي لها باستغراب علي تصرفاتها التي لم تراها منها منذ أن كانت امها، وضعت أم اسلام الصينيه أمامهم ونظرت إلي عمر الصغير بحب وخرجت من الغرفه وسلمي في وسط كل ذلك تنظر لها بتعجب....

خرجت سلمي من الغرفه لتجد اسلام في وجهها: ها جاهزة ؟

سلمي: هنروح نسمي الولد

اسلام بتوتر: لا مش دلوقتي، هنروح نتجوز الاول بعدين نشوف موضوع الولد ده

سلمي بتوتر: لا ماهو مش هينفع

اسلام: وليه بقا أن شاء الله

سلمي: اصل انا متجوزة

امسكها اسلام من شعرها في حركه فجائيه: نعم يا روح امك متجوزة ازاى يعني مش فاهم

سلمي: سيب شعرى يا اسلام، سيب

جاءت ام اسلام: ايه، ايه يا اسلام فيه ايه يا ابني

اسلام: الهانم طلعت متجوزة

ام اسلام: واكيد هي عاوزة تطلق يا اسلام يا حبيبي

سلمي: اه اه سيب شعرى بقا، ايوة انا عايزة اتطلق

همست ام اسلام في أذنه بعض الكلمات جعلته يترك شعرها وذهب من أمامها وأمه ذهبت خلفه

دخلت سلمي الي غرفتها تبكي ولكن علي الجانب الآخر في غرفه اسلام

اسلام: بنت الكلاب طلعت متجوزة دلوقتي هنجيب الفلوس منها ازاى

ام اسلام: يا حمار هي بتقولك أنها عايزة تطلق يبقي نرفعلها قضيه طلاق كده وكده

ضحك اسلام بشيطانيه: فهمتك يا ماما وفهمت دماغك السمْ

ظلت سلمي في ذلك اليوم في غرفتها ولم تخرج منه ولم يبالي بذلك ولا اسلام ولا أمه...

في اليوم التالي خبط اسلام علي غرفه سلمي

اسلام: انا...اسف

سلمي: عايز ايه يا اسلام

اسلام: جاي اقولك أن انا موافق اني ارفعلك قضيه الطلاق ونتجوز احنا.....

 

سلمي بصدم#مه: ايه قضيه طلاق

اسلام: اه يا سلمي انتي مش عايزة تطلقي ونكتب ابننا علي اسمي ونعيش سوا

سلمي بتوتر: اه اكيد

اسلام: خلاص انا هكلمك المحامي علشان نمشي في إجراءات الطلاق

سلمي: ماشي، ماشي يا اسلام

دخلت سلمي الي غرفتها وهي مهمومه وتفكر

في اليوم التالي

اسلام: سلمي المحامي قالي انك لازم توقعي ورقه دي علشان يبدأ في الإجراءت

سلمي: الورقه دي ايه

اسلام: الورقه دي ورقه التوكيل اللي انتي هتمضيها للمحامي يا سلمي

سلمي: بس انا عايزة افكر يا اسلام

اسلام: كله علشان ابننا يا حبيبتي والله

سلمي وهي تنظر إلي عمر: ايوة، خلاص حاضر

و مضت سلمي علي تلك الورقه والتي كانت في الأساس عقد توكيل الي مجهول لا تعرفه والذى كان اسلام ولكنها لا تعرف

اسلام بعد أن أنهت امضائها بهمس سمعته سلمي: ده انتي غبيه اوي

سلمي وهي ترفع نظرها إليه: عمر هنخده نسميه امتي يا اسلام

اسلام وهو ينظر إلي الورقه بانتصار: اه طبعا جدا

و نزل اسلام ليقول وهو نازل علي السلم: ماما بتاعتك اعملي فيها اللي تحبيه

جعلتها ام اسلام تمسح الشقه كلها وتنظفها وكأنها خادمتها ولكنها خادمة عديمه الاجر

في المساء

سلمي عند غرفه اسلام: اسلام، اسلام

اسلام بتأفف: افندم

سلمي: هتنزل نسمي ابننا امتي

اسلام: قريب، قريب

سلمي: قريب اللي هو امتي يعني

نظر لها اسلام بغضب: بقولك ايه ابعدي بقا عني انا مش ناقصك

و دفعها اسلام لتقع علي الارض

مشيت سلمي من أمامه وذهبت الي غرفتها وتأكدت شكوكها أن اسلام لم يكون يوما يحبها ولن يحبها وأنها ضيعت من بين يديها الملاك أسر

في منتصف الليل سمعت اسلام وهو يدخل الي المنزل وفي يده واحده ومن الواضح أن أمه قد اعتادت علي ذلك فأصبحت تنام براحه لا يعكر صفو نومها

في الصباح سمعت سلمي صوت عالي في المنزل

صافي ( الفتاة التي جاءت مع اسلام ): يلا يا وليه انتي خلصي اعملي اللي قولتلك عليه

ام اسلام: يا بنتي حرام عليكي ده انا قد والدتك

صافي: الله يرحمها، لا بصراحه امي أشرف منك

صافي بقدمها وهي توكز ام اسلام: بقولك ايه يا وليه انتي قومي اعمليلي اكل انا جعانه

ام اسلام: انا مش فاهمه انتي بتتكلمي معايا كده ازاى وانتي ميني انتي اصلا

صافي: انا عملك الاسود يا ماما، انا مراة ابنك يا حماتي

ام اسلام: ايييه، انا نفسي اعرف ازاى اتجوزك ده

استيقظ اسلام من نومه وأمه تنظر له وتقترب عليه: اسلام، اسلام الحقني يا ابني من الحيوانه دي بتقول أن هي مرأتك ومتجوزاك مين دي يا ابني

كانت سلمي تسمع كل ذلك وهي تحاول أن تتدارى عنهم ولا تجذب الانظار إليها وتحاول كتم ضحكتها علي ما تفعله تلك الغريبه بأم اسلام

اسلام باستغراب وهو يتثاءب: ايه ده انتي مين ومرأتي مين وهبل ايه ؟

صافي: انا صافي يا عنيا صافي اللي جت معاك البيت امبارح واللي اصريت اني اجي معاك بس انا ما وفقتش غير لما اتجوزتني يا ننوس عين ماما ودلوقتي انا مرأتك صافي، صفصف ولا نسيتني يا روحي

اسلام وقد ضرب جبهته بكفه: طب وفيها ايه هطلقك دلوقتي حالا، روحي وانتي طاااا....

قطعته صافي قائله: استني بس انا عايزاك تفتكر، تفتكر انت قولتلي مؤخر صداقتي قد ايه لما قعدت تقولي انا مليونير وقلبت فلوس ابويا والجو ومعايا فلوس وكده ولا نسيت

اسلام: ايوة يعني قولتلك كام ؟

صافي بكبرياء مع رفع حاجب: مليون يا حبيبي

كادت أن اسلام أن تقع مغشيه عليها من الصدم#مه ليمسكها اسلام: ماما، انتي كويسه، ماما

ام اسلام: هتدفع.... هتدفع مليون جنيه في دي يا ابن الموكوس، ده انت ابوك لما جيه يطلبني كتب مؤخري جنيه يا ابن الهبله

😂
😂
😂
💔

صافي: ياااااه يا مامي انتي قديمه اوي

ام اسلام بفوقه من غيبوبتها مرة واحدة: قديمه في عينك يا روح امك

صافي: الله ما انتي قردة اهو يلا يا حلوة الفطار لسه موصليش

نظرت أم اسلام الي اسلام: وانت ايه رأيك

نظر اسلام لصافي بغضب: امي مش هتعمل حاجه انتي هنا اللي جايه تخدميها

دخلت صافي أمامه بغنج الي غرفتهما: طب تعالي انا عايزاك يا اسلومتي

نظر اسلام الي أمه واجلسها علي الكرسي: ماما ثواني وراجعلك

صافي بضحكه خليعه: متنسيش الفطار يا ماما

وضعت أم اسلام يدها علي رأسها بهمْ

لتخرج سلمي من الغرفه وهي تحمل في يدها ابنها وشنطه ملابسها التي تعتبر لم تخرج من الشنطه الي الدولاب

نظرت أم اسلام إليها وهي تقول في نفسها: ولا يوم من ايامك يا ضعيفه

خرجت سلمي وعلي وجهها بسمه انتصار وهي تعلم أن تلك المرأة الغريبه ستأتي لها بحقها واكثر منه أيضا

كانت سلمي تسير في الشوارع بتشتت، هل تعود إلي أسر مجددا والي تقلباته الغريبه ام تظل في الشارع ام تؤجر لنفسها منزل بعيد عنهما جميعا فقط هي وابنها...

و كان بالطبع الاختيار الاخير هو الأقرب الي قلبها والأحب الي عقلها

أجرت سلمي غرفه في أحد الفنادق فأسر كان يذهب بهم معظم الأوقات هناك

و هناك حدثها أسر في الهاتف واخيرا ردت عليه

أسر: الو، سلمي انتي فين وحشتيني اوي

سلمي:........

أسر: انا عارف انك زعلانه مني ومش طايقاني وانا عايز اعتذرلك علي كل حاجه يا سلمي بس ارجوكي قوليلي انتي فين انتي وعموري حبيبي

نظرت سلمي الي عمر الصغير بسعادة وقارنت بين تصرف أسر والذى هو ليس أبوه وتصرفات أبوه الاصلي الذى حتي لم يكلف نفسه النظر في وجه ابنه

أسر بحزن: سلمي أنا أسف، ارجوكي خليني اشوفك وانا هفهمك كل حاجه

سلمي: زعلي منك جرحني أوي يا أسر وعرضني لحاجات ولا كنت اتمني ارجعلها تاني ولا اعيشها تاني

أسر: ترجعلها، سلمي انتي رجعتي لأسلام واسلام عملك حاجه ولا ايبيييه ؟

سلمي وهو تضحك: لا معمليش حاجه يا أسر بس كان لازم اخليه يسمي ابنه علي أسمه يا أسر

أسر بحزن: هااا وسماه علي أسمه وعمل زى ما طلبتي

سلمي بحزن: لا يا أسر هيفضل كلب بس الحمد لله ربنا جابلي حقي وعندهم هناك في البيت عقربه، العقربه دي هتقلب كيانهم وهتطلع ليهم القديم والجديد.

ابتسم أسر علي فرحها: طب وانتي مش ناويه تقوليلي بقا انتي فين ؟

سلمي: لا هسيبك تتعذب شويه يا استاذ أسر علي اللي انت عملته فيا

أسر وانا لسه هتعذب ما انتي عذبتيني خلاص انتي متخيله أن انا قاعد بعيد عنك بقالي خمس ايام وسبع ساعات و١١ دقيقه

ضحكت سلمي بخجل: انتي عاددهم بالدقائق

أسر: وبالثواني كمان لو عايزة، هااا يا عروسه مش عايزة تقوليلي انتي فين ؟

سلمي بفرحه: ايه فرح انت لسه هتعمل الفرح يا اسر

أسر: اكيد طبعا هعمل لعروستي احسن فرح فيكي يا مصر وفي الميعاد اللي تحبه كمان

سلمي: ماشي يا أسر بس انا عندي طلب

أسر: اؤمرى يا سادة الأميرة

ضحكت سلمي علي طريقته: انا عايزة نقعد فتره نتعرف فيها علي بعض زي بتوع الخطوبه كده

أسر: طلباتك مجابه يا سيادة الأميرة

ضحكت سلمي ونامت ذلك اليوم علي صوته وهو يضحك معها في الهاتف الي ان جاء اليوم الثالث

الخادمة: مدام كارت الفيزا بتاع حضرتك خلص ومفيش فيه فلوس

سلمي: ايييه طب وانا هعمل ايه

أتصلت سلمي بأسر: أسر انا الفلوس اللي جوا كارت الفيزا خلصت اعمل ايه

اسلام بحركه شهامه ومكر منه: ايه طب قوليلي يا سلمي انتي في أنهى اوتيل علشان احولك الفلوس عليه

سلمي: انا في فندق **

أسر: خلاص انا جايلك حالا

سلمي: لا جاي فين انت تحول الفلوس بس

أسر بضحكه: لا مانا بحب اوصل فلوسي بنفسي

ضحكت سلمي بشدة واستوعبت أنها قد وقعت في فخه....

بعد نص ساعه فتحت سلمي الباب لتجد أمامها فستان ابيض للافراح جميل ومن خلفه أسر

سلمي بفرحه شديده: الله، يا أسر ده جميل اوي بجد حلو اوي

تنططت سلمي في مكانها بفرحة ودخل أسر الي عمر وسلم عليه وأخذه في حضنه

سلمي: الله يا أسر ده بجد حلو اوي

أسر وهيبقي احلي واحلي عليكي

نظرت له سلمي بحب وبفرحه: عيونك هي الاحلي يا أسر يا حبيبي

قام أسر من مكانه وامسك يدها واجلسها أمامه: ممكن بقي تفهميني انتي كنتي فين وايه اللي حصل ؟

سلمي بعناد: مش قبل ما تقولي ازاى سمحت لنفسك انك تجيب ستات في البيت غيرى يا أسر، ازاى يا أسر انت بتخوني ؟

أسر بضيق: ولا اقدر اخونك ابدا والله بس انتي دوستي عليا جامد يا سلمي، وهتفتحي في قلبي ذكريات مش عايز افتكرها ولا اعرفها..!

سلمي: أسر انت لو مطلعتش اللي في قلبك، كده هيجرالك حاجه، أسر انا مرأتك واللي هتشاركك حياتك اللي جايه، ولا انت عندك رأي تاني ؟

أسر: ولا اقدر يكون عندي رأي تاني، هقولك وهحكيلك يا سلمي كل اللي انتي عايزاه

سلمي: وخليك عارف أن انا هفضل جنبك وهسمعك وهقبل اي حاجه تقولها

أسر بغضب وبوجه قد اوشك علي أن ينفجر من الغضب: كانت بتخوني يا سلمي، كانت مفهماني أن هي بتحبني لكن هي كانت بتخوني مع صاحبي واليوم اللي عرفت فيه ده كنت هقتلها لكن هي قررت تهرب واللي نجاها مني هي الحادثه اللي عملتها وأنها كمان لما هربت عربيتها عملت حادثه وماتت، انا مش بحب حد يدخل اوضه المكتب بتاعتي دي لانها بتفكرني بيها وبكل حاجه ليها علاقه بخيانتها السافله، كنت بحبها اوي يا سلمي لكنها مقدرتش ده ولا احترمتني كجوزها، اوضه المكتب دي انا مش بدخلها ولا بقرب منها واللي بيدخلها بيكون يومه اسود، ساعتها انا قلبت عليكي، الخدامه بتدخل تنضف الاوضة دي مرة في الشهر وبعد كده بتكون مقفولة وتقريبا بحاول اني حتي معديش عليها، انا مخونتكيش يا سلمي ولا اقدر اخونك وأنا اكتر واحد عارف أن طعم الخيانه دي مرّ طعمه بيجرح فينا كل ثانيه بنفتكره، كان نفسي اقتلها يا سلمي واخلص عليها بأيديا علشان اشفي النار اللي جوايا بس ربنا رحمها مني واخدها ليه، كنت بثق فيها أوي يا سلمي واي حد بحبه بيأخد الثقه دي لكنها استهترت بيها وكسرتنى، لما كنت باخدها في خروجاتي مع اصحابي كنت باخد بالي أنها بتتعامل بانفتاح شويه، حاولت اني اتغاضي عن الموضوع وقولت يمكن متعودة علي كده، بس كل مرة كنت بحذرها واقولها احذري مني ومن قلبتي ولمي نفسك مع أصحابي واحترميني، كانت تقولي انت قافل اوي وانا زهقت من خنقتك، كنت بخاف عليها لاخسرها يا سلمي وبروح اصالحها...

كانت سلمي تسمع كل ذلك وهي تبكي علي ما مر به، ففي حياة كلاهما مر الكثير والكثير وبالفعل بالنسبه للرجل الخي،ـانة تكون اصعب شىء في الدنيا، فهي تجرحه في كرامته وفي رجولته....

و في لحظه لمحت أسر أيضا وهو يبكي، كان أسر يلقي كل ذلك بسرعه وكأنها ذكرى مريرة كلما مرت عليه، أعادت عليه شعور تلك الأيام مجددا

اقتربت سلمي منه وأخذته في حضنها، أسر: كنت عايز اقتلها يا سلمي، لقيت صور مرأتي بتتبعتلي من واحد صاحبي بيقولي الحق مرأتك بتخونك والحيوان اللي عمل معاها كده هو اللي باعتله الصور علشان ينبسط، الدم فار في عروقي جريت عليها وفي اليوم ده، كان هو نفسه يوم الحادثه اللي حصلت واللي بردو اديتها فرصه أكبر علشان تهرب وهربت فعلا ومشيت، وملحقتش اقتلها يا سلمي، ملحقتش اقتلها....

كان أسر يقول كل ذلك وهو في حضن سلمي ويبكي، أخرجته سلمي ومسحت له دموعه..

سلمي: انا اسفه

نظر لها أسر صامتا ثم قال: خلاص يا سلمي، يلا علشان نروح

أمسك أسر عمر الصغير ونزل به الي أسفل وترك سلمي تحضر اشيائها لتنزل خلفهم، بعد قليل صعد اسر واخذ منها الحقائب ولكنه لم ينظر إلي عيني سلمي حتي ونزل ونزلت سلمي خلفه...

في السيارة كان أسر ملتفت لطريقه لا ينظر لها ولا حتي يداعب عمر كما اعتادت منه

سلمي: أسر انا اسفه بجد اني خليتك تفتكر كل ده وترجع كل ده تانى

أسر: انا قعدت شهر يا سلمى بحاول أخرج من اللى انا فيه وساعتها اللي خرجتني من الموضوع ده كانت سلوي واللي كانت خطيبتي بس هي كمان مشيت زي ما شوفتي وما استحملتنيش.....

سلمي: انا اسفه يا أسر والله معلشي انا اسفه بجد.....

أسر: عرفتي يا سلمي كل حاجه وفهمتي ولا لأ...

سلمي: بس عندي سؤال بسيط انت عملت ايه مع اللي عمل مع مرأتك كده

أسر بغضب: كنت هموت واقتله ابن الكلب وفعلا فضلت فترة ادور عليه بس اختفاء وهرب الجبان

سلمي: خلاص يا أسر خلاص....

وصل سلمي وأسر الي المنزل وادخلت سلمي عمر ابنها لينام...

سلمي: أسر انا بجد اسفه اني فكرتك بكل ده، بس الفضول والتفكير الكتير انا اسفه اللي خلاني اعمل كده انا اسفه

أسر: خلاص يا سلمي ولا يهمك، وعلي فكرة علشان أكدلك انا مخونتكيش يا سلمي...

امسكها أسر من يدها وصعد بها الي اعلي

أسر: انا كنت باخد البنت واطلع بيها فوق وهي تنام في اوضه وانا في اوضه، وبالنسبه لحوار اني سكران وكده، ده كان حوار فكسان تحت تمثيلي، محسوبك جيه عليه فترة كان عايز يدخل التمثيل وده لانه كان النجم الاول في جامعته

غمز لها أسر: مستحيل اخونك ولا بطيق طعم الخيانه اصلا، الخيانه دي بالنسبه لي عامله زي العلقم وانتي اللي ساعديتني اكتر واكتر في اني اتخلص منه في حياتي وساعديتني أقف تاني علي رجلي وارجع تاني شغلي وحياتي اللي كانت واقفه، وكل ده بيكي انتي يا سلمي يا أرق انسانه واكتر انسانه حبيتها بجد

سلمي بعناد وغيرة: اكتر من سلوي

لم ترضَ سلمي أن تأتي له بسيرة زوجته السابقه فقد علمت جيدا أن ذلك المكان بالنسبه له هو النار التى ستكويها وتكويه....

أسر بضحكه: سلوى... سلوى مين اصلا اللى تتقارن بيكي

ضحكت سلمى بخجل على اطرائه....

كانت سلمى تريد الكلام إلا أنه قد قطعها رنين هاتفها

أسر بتلصص على الاسم: مين ؟

سلمى باستغراب: مش عارفه ده رقم غريب، خد انت شوف مين ؟

اخذ أسر منها الهاتف: الو

- رقم الأستاذة سلمي ده

أسر: ايوة هو بس انت مين

- انا خلف بدر المحامي المسئول عن عيله ابراهيم والد اسلام، واللي بكلمها النهاردة علشان افهمها حقها الشرعي في ميراث الاستاذ ابراهيم الله يرحمه واللي ساب ليها ميراثه كله باسمها، بس اللي حصل حاجه غريبه اوي أن لقيت الأستاذ اسلام نفسه هو اللي بياخد الفلوس وحولها لحسابه ووراني التوكيل اللي هو كان عملوا، فأنا شكيت أنه ممكن يكون مزور فاتصلت استفسر منها، وده طبعا بعد ما اخدت رقمها من استاذ اسلام بالعافيه وبعد إلحاح لفترة طويلة

أسر كان يسمع كل ذلك وهو لا يفهم شىء وفتح السماعات الخارجيه لتسمع سلمي أيضا: ثانيه واحده اولا بس مين ابراهيم

المحامي: يا فندم ابراهيم ده والد اسلام وهو نفسه الأب اللي كان متبني سلمي من وهي صغيرة

أسر: طيب اديك بتقول اهو أن هو متبنيها ايه علاقه سلمي بقا بالورث والجو ده

المحامي: يا استاذ اللي بحاول افهمه لحضرتك أن الاستاذ ابراهيم اللي كان متبني الأستاذة سلمي كتب ليها كل حاجه باسمها قبل ما يموت..

نظرت له سلمي بصدم#مه، واكمل أسر: طيب انت دلوقتي بتقول أن اسلام هو اللي اخد الميراث طب ازاى ده كده تزوير

المحامي: مش عارف يا فندم والله بس هو جالي وهو معاه توكيل ممضي من الأستاذة سلمي وباسمها وبدأ بالفعل ينقل الاملاك دي كلها باسمه...

أسر: طيب ماشي شكرا لحضرتك جدا وانك قولتلنا وفهمتنا شكرا جدا

المحامي: العفو يا فندم علي ايه ده واجبي

اغلق أسر الهاتف مع المحامي ونظر إلي سلمي

أسر: دلوقتي المحامي بيقول انك ليكي حق عند اللي اسمه اسلام ده، انتي ممكن تفهميني ايه اللي حصل هناك وايه التوكيل ده اللي انتي مضيتي عليه

نظرت له سلمي بتوتر متذكرة قوله لها بأن تمضي ورقه التوكيل من أجل أن يتم طلاقها: ااا.... توكيل... مش عارفه هو فعلا جابلي ورقه وقالي أمضي عليها

مسح أسر علي وجهه: ممكن افهم انتي ايه اللي خلاكي تسيبي البيت اصلا

سليم بدموع أوشكت علي السقوط: انت السبب يا أسر انت اللي عملت فيا كده انت اللي جرحتني يا أسر، انت اللي كنت بتجيب ستات في البيت، حبستني في اوضه ضلمه بعيد عن ابني اللي اسلام بجبروته مقدرش يعمل كده لكن انت عملتها، خوفت علي ابني يا اسر خوفت عليه لتفضل كده بتقلباتك الغريبه لمجرد دخوله المكتب بتاعك، ابني يا اسر كنت عايزاه يتسمي علي اسم أبوه واسلام مكنش هيوافق بالسهولة دي، أسر انا مش عايزة عمر لما يكبر يلومني او يقولي انتي ليه عملتي كده، انا هفهمه وهعرفه كل اللي أبوه عمله فيا وازاى هو عذبني وازاى بهدله هو كمان....

أسر: طيب اهدي، اهدي بس يا سلمي واحكيلي هو ايه الورقه دي اللي خلاكي تمضي عليها وازاى خلاكي تمضي اصلا عليها....

سلمي بتوتر: هو قالي علشان أسمي ابني بأسمي امضي علي الورقه دي علشان اوافق ولقيته بيقولي ده توكيل مع أن انا مش عارفه ايه لازمه التوكيل بس مضيت علشان يوافق أن هو يسمي الولد

أسر: طيب يا سلمي، انا بعتبر عمر ابني وانا عايز اسميه انا واوعدك أن هو مش هيعرف اي حاجه وبما أن احنا متجوزين عمر يكون ابني وابنك يا سلمي ونربيه سوا ويكون ابني وابنك والسر ده يكون معانا احنا وبس....

سلمي بدموع: وانت هتقبل يا أسر..

أسر: هقبل يا سلمي وهيكون ابني قبل ما يكون ابنك..

سلمي: ربنا يخليك ليه يا أسر وابو عمر..

حضنها أسر بفرحه: ويخليكي ليا يا ام عمر

أسر: قوليلي بقا انتي محتاجه ورثك يرجع من الحيوان اللي اسمه اسلام ده ولا لأ...

سلمي: مش عارفه يا أسر اللي انت شايفه صح، اعمله انا مش فارق معايا حاجه بعد كده، انا خلاص تعبت ومش عايزة اشوفه تاني ولا أعرفه تاني وانهي صفحته من حياتي نهائيًا...

أسر: طب ليه مفكرتيش أن الورث ده يكون حق عمر، بس انا عايز اعرف ايه اللي خلاكي تمضي علي الورقه دي وهو قالك ايه علشان يقنعك بيها...

نظرت له سلمي بتوتر: كان بيقولي أن هو.... لو انا مضيت علي الورقه دي..... هيرفع عليك قضيه طلاق وتطلقني....

نظر لها أسر بغضب وانقلب وجهه: وانتي وافقتي يا سلمي.....

في مساء اليوم التالي....

عند اسلام، فتحت صافي الباب لترى أمامها رجل بملابس مبعثرة بها تراب وعلي ملابسه دماء ودماء علي سكينه يده

أسر بصوت عميق: اسلام فين

صرخت صافي في وجهه: انت ميييين وعايز ايه الحقوووووني، الحقووووني

جاء اسلام بسرعه علي صراخها، ليصدم من هيئة ذلك الرجل الواقف أمامه

اسلام: انت مين يا راجل انت وعايز ايه ؟

أسر: انا عملك الاسود اللي جاى اخد منك الفلوس اللي عليك قبل ما اقبض روحك..

اسلام بخوف: ايه تقبض روحي ليه بس فهمني ايه اللي حصل بس انت عايز ايه وانا اديهولك

أسر: عايز الفلوس اللي عليك لحبيبتك السابقه

اسلام بعدم فهم: حبيبتي السابقه مين انت قصدك ايه ؟

أسر: سلمي حبيبتك كانت بتخوني وهو ده جزائها زي اي خاينه حقيرة..

لينظر له اسلام وصافي بخوف وتوتر..

أسر: بس للاسف قبل ما تموت المحامي كلمها وبلغها بالنصبه اللي عملتها عليها، فأنا جاي علشان اخد حقها وفلوسها

بضحكه شيطانيه، أسر: الله مش مرأتي يا عالم

اسلام وهو يحاول تمالك نفسه ويبتلع ريقه: بس انت ملكش حق عندي انا اخدت كل حاجه منها في تاني يوم هي مضت فيه علي الورقه من قبل ماهي تموت...

أسر: لا ماهو انا موتها من بعد ما رجعت لي علي طول ودلوقتي ياما تجيب اللي عليك ياما مصيرك الأول البوليس بتهمه النصب والسرقه والتانيه هيكون قدرك اللي هو المoت اللي هتلاقيه علي ايدى

اسلام بتوتر بالغ: صدقني انت متعرفش تعمل حاجه

و بحركه خاطفه كانت سكين اسر علي رقبه صافي لتصرخ منتفضه، أسر: متجربنيش..!

توتر اسلام أكثر وأكثر وخاصه مع صراخ صافي: لا لا ابعد عنهههها خلاص هديك اللي انت عاوزة

صافي بصراخ: الحقني يا اسلااااام، الحقني والنبي هيموتني

دخل اسلام سريعا ليحضر من الداخل شنطه كبيرة، أسر باستفسار: ايه ده ؟

اسلام بتوتر منه: دي الفلوس انا طلعتها وحطيتها في بيتي...

ضحك أسر علي سذاجته: طب هات يا حلو هات

أسر: قسما بالله لو عرفت انك جيت ورايا ولا حاجه ولا جيبت سيرة البوليس هيكون اخر يوم في حياة حبيبتك، سلااام

و شد منه أسر الشنطه وذهب سريعا علي سيارته ومنها علي منزله: سلمي، سلمي

سلمي: نعم يا أسر

أسر: فلوسك اهي رجعت تاني وهتكون معاكي وحقك رجعلك

سلمي: انا مش عايزة اي حاجه يا أسر انا اهم حاجه أن انت تكون معايا وانك تفضل جنبي انت وعمر ابننا

أسر: يعني خلاص مش عايزة طلاق

سلمي: ولا عمرى اقدر اقولها اصلا، ولا اقدر اعيش من غيرك يا ابو عمر.....