الحطاب_والقرد
في أحد الأيام ذهب حطاب فقير للغابة وجمع حزمتين كبيرتين من الأغصان الجافة وثم وضعهما على حماره ونزل السوق مع إمرأته وبينما كان يسير في طريقه إعترضه صياد وعرض عليه أخذ الحزمتين مقابل قرد وقع في شبكته أعجبت الفكرة الحطابو قال لإمرأته إنه حيوان لطيف وسيؤنس وحدتنا لكنها صاحت ويحك يا رجل !!!
نحن بحاجة إلى المالأم هل نسيت ذلك لكن القرد إقترب من الحطاب وقال له لا تسمع كلامهاو أبعد عنك هذه الحمقاء وأنا سأزوجك إبنة الملك رمقه الرجل بطرف عينه فرآي أمارات الجد على وجه ذلك الحيوان الصغيرفقال للمرأة إرجعي إلى أهلك فلم أعرف معك إلا الفقر والآن سأذهب للقصر لطلب يد الأميرة ولما وصل للقصرعلم أن الملك يضع شرطا صعبا لمن يريد الزواج من إبنته ولا يرضي بأقل من وزنها ذهبا !!! قال الحطاب للقرد لقد خدعتني فمن أين آتي بكل هذا الذهب للأميرة
أجاب القرد لا تقلق يا صديقي سأتدبر الأمر ثم قفز من الأشجار على حافة نافذة إبنة الملك وكانت مفتوحة وبدأ يرقص ببراعة لما رأته الفتاة ضحكت وأعجبها القرد فمدت إليه موزة فقشرها وأكلها ثم خرج وقطف باقة من الزهور ووضعها على المنضدة ثم جلس في حجرها الدافئ ونظر إليها بعيونه الواسعة فأطعمته حتى شبع ولما أرادت النوم وضعت له جلد خروف لينام عليه .
لكنه بعد قليل صعد قربها فمسحت على رأسه واستمتع القرد بكفها الناعم وقالت له تبدو سعيدا أليس كذلك فحرك رأسه فتعجبت وقالت كأنك تفهم كلامي أيها القرد الصغير فأجابها لم تخب فراسة مولاتي فأنا أفهم ما تقولين زادت سعادة الأميرة وقالت له أبي يحبسني في هذا القصر ويمنعني من الخروج وأنا أشعر بالملل فبدأ القرد يقص عليها أعجب الحكايات وهي تسمع حتى نامت في الليلة الثانية سألها القرد سمعت أن أباك يشترط وزنك ذهبا مهرا لك ومن المؤكد أن خزائنه فارغة ويريد ملأها بالذهب قطبت الأميرة حاجبيها
وأجابته أنت لا تعرف ثرائنا وأبي يحتفظ بماله في مخبأ داخل سرداب القصر والمفتاح يعلقه في رقبته .لما نامت تسلل القرد إلى غرفة الملك وسرق المفتاح ثم جربه في كل الأبواب المغلقة التي وجدها في السردابولم يبق إلا باب صغير قديم ولما أدار المفتاح انفتح وظهر ورائه كنز عظيم من الذهب والجواهر فكان كل مرة يملأ كيسا ويرميه من النافدة حتى جمع مقدارا كافيا
ثم أغلق الباب وأعاد المفتاح لرقبة الملك وعاد لفراش الأميرة وأغمض عينيه ونام .في الصباح الباكر دخل الحطاب حديقة القصر من ثقب في الحائط وجمع الذهب ثم خرج وجلس تحت شجرة ينتظر فتح الأبواب .
بعد قليل صاح الحرس من له حاجة عند الملك فليدخل ولما جاء دوره قال أصلح الله حال مولاي لقد